تمرّ إدارة نادي برشلونة بحالة إرباك غير مسبوقة، في ظل انشغالها التام بأزمة الرحيل المتوقع للنجم الأرجنتيني ليونيل ميسي وبنود عقده، ومحاولات التعاقد مع لاعبين جدد لإسعاف الفريق، وترميم المراكز بالاتفاق مع الجهاز الفني الجديد بقيادة الهولندي رونالد كومان، في الوقت الذي زاد فيه المدرب الإسباني كيكي سيتيين – المقال شفهياً منذ 10 أيام – الضغوط عليها بإرساله خطاباً عبر (الفاكس) يطلب فيه إخطاره رسمياً بقرار الاستغناء عن خدماته، وهو ما لم يحدث حتى الآن!. وذكرت صحيفة «ماركا» الإسبانية، أمس، أن «محامي سيتيين تواصل مع إدارة النادي بالطريقة نفسها، التي سلكها ميسي، حين أخبرهم بأنه يستعد لمغادرة النادي (عبر الفاكس)، وطالبها بإخطار موكله رسمياً بقرار إقالته، وليس عبر وسائل الإعلام، لكي يتمكن من البحث عن تجربة تدريبية أخرى في نادٍ آخر»، موضحة أن «المدرب يطالب أيضاً بالحصول على التعويض المالي المترتب على قرار الإقالة». وكان سيتيين أقيل من منصبه بعد الهزيمة الكارثية أمام بايرن ميونيخ الألماني، في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا 8-2، التي أثارت غضب جمهور النادي الكاتالوني، ودفعت مجلس الإدارة إلى الإطاحة به، والتعاقد مع كومان، الذي سبق له ارتداء قميص «البلوغرانا» وقيادته إلى الفوز بلقبه الأول في دوري أبطال أوروبا عام 1994، ويسعى إلى إنقاذ الفريق في محنته الكبيرة حالياً. وأوضحت الصحيفة أن «إدارة برشلونة ردّت على محامي كيكي سيتيين بأنها ستتوصل إلى حل مناسب في التوقيت المناسب، وما منعها عن إخطاره رسمياً ازدحام جدول أعمالها». وألقت الخسارة بالثمانية أمام «البافاري» حملاً ثقيلاً على كاهل إدارة برشلونة، التي باتت مطالبة بتصحيح مسارها بعد الإخفاقات الأخيرة في موسم للنسيان، لم يتمكن معها الفريق من الفوز بأي بطولة، والخسارة الأكبر المتوقعة بمغادرة ميسي، الذي نشأ وترعرع في برشلونة، وبنى له مجداً رفع من قيمته فنياً وتسويقياً وجماهيرياً، وجعله أعلى كعباً في البطولات المحلية الإسبانية أمام الغريم التقليدي ريال مدريد. وتوالت الأزمات فوق رأس إدارة برشلونة، بعدما أبلغ المدرب الجديد كومان لاعبين حاليين في الفريق، يتقدمهم الأوروغوياني لويس سواريز، بأنهم لن يكونوا ضمن حساباته في الموسم الجديد، إذ لم تستمر مكالمته مع سواريز سوى دقيقة ونصف الدقيقة، بحسب صحيفة «أس»، الأمر الذي وضع الإدارة في موقف حرج في محاولاتها للتخلص من لاعبين مازالت عقودهم سارية المفعول. وتستعد إدارة برشلونة لدخول الموسم الجديد بسياسة مختلفة، بعد التعاقد مع كومان صاحب الشخصية القوية، على العكس تماماً مما شهدته الفترة الماضية بقيادة المدربين إرنستو فالفيردي، وكيكي سيتيين، اللذين لم يحظيا برضا الجماهير الكاتالونية، التي مازالت تترحم على زمن المدرب الأسطوري للنادي الإسباني، بيب غوارديولا، الذي حقق مع «البارسا» ما لم يحققه مدرب في العالم بالسداسية التاريخية. من جهة أخرى، توقعت الصحف والمواقع الأوروبية، منها شبكة «سكاي نيوز»، إمكانية حدوث شراكة جديدة بين بيب غوارديولا وميسي في نادي مانشستر سيتي الإنجليزي المهتم بضم «البرغوث»، على الرغم من مفاوضات اللاعب أيضاً مع ناديي إنتر ميلان الإيطالي وباريس سان جيرمان الفرنسي، وقالت إن «إدارة (البارسا) قد تطالب بما يقارب 200 مليون يورو للسماح بخروج ميسي، وإنها لن تسمح بانتقاله في صفقة انتقال حُر، بما أن البند الموجود لإنهاء عقده قد انتهى». وأوضحت: «ميسي طالب بتفعيل خيار الرحيل قبل عام من نهاية عقده، حسب البند المتفق عليه في عقده، ولكن حقيقة أن البند انتهت فاعليته ووقته منذ يونيو الماضي، قد يجعل هناك تداعيات قانونية بين برشلونة والنجم الأرجنتيني».