توج فريق الرجاء العالمي بلقب كأس السوبر الافريقي 2019 لكرة القدم بعد فوزه على نظيره الترجي الرياضي التونسي بنتيجة 2-1 في المواجهة التي جمعت بينهما اليوم في العاصمة القطريةالدوحة واحتضنها ملعب ثاني بن جاسم بنادي الغرافة . كان الرجاء المغربي هو المبادر بالتسجيل في الدقيقة ال22 عن طريق عبد الإله الحفيظي ،ثم عدل يوسف البلايلي النتيجة للترجي في الدقيقة ال58 ، لكن الرجاء تقدم مرة اخرى بهدف التقدم والفوز عن طريق قائد الفريق بدر بانون في الدقيقة ال65 . وجمعت مباراة السوبر الإفريقي نادي الترجي الرياضي التونسي حامل لقب النسخة الأخيرة لكأس رابطة أبطال إفريقيا إثر فوزه على الأهلي المصري في النهائي (الهزيمة 3/1 في مصر و الانتصار 0/3 في ملعب رادس)، و نادي الرجاء البيضاوي المغربي صاحب كأس الكونفدرالية الإفريقية بتغلبه على فيتا كلوب الايفواري (الانتصار في الدارالبيضاء 0/3 والهزيمة في الكونغو 3/1 ). وهي المرة الخامسة التي يلتقي فيها الفريقان قاريا وتبقى أبرز مواجهاتهما الدور النهائي لمسابقة دوري أبطال إفريقيا عام 1999 عندما انتزع الترجي تعادلا سلبيا ذهابا في الدارالبيضاء، ورد الرجاء البيضاوي بالمثل إيابا في تونس العاصمة قبل أن يخطف اللقب بركلات الترجيح 4-3 من الملعب الأولمبي المنزه. البداية كانت حذرة من الفريقين ولعب الرجاء المغربي بأسلوب الضغط العالي على دفاعات الترجي الذي تحرر نسبيا وخرج من مناطقه الخلفية من خلال تنويع اللعب على الاطراف وخلال الدقائق الخمس الاولى كانت الكفة تميل لمصلحة الترجي من ناحية التحكم في الكرة والتحرر في منطقة وسط الملعب مما أجبر خصمه على التراجع نوعيا خوفا من الكرات العرضية الطويلة. واصل الترجي سعيه المتواصل من اجل زيارة الشباك فقاد هجمة سريعة على الجهة اليسرى وانتهت عند البدري الذي سدد كرة ردها دفاع الرجاء الذي سرعان ما قاد اول هجمة مرتدة وحملت معها الخطورة. فبعد خطا دفاعي من مدافع الترجي في ارجاع الكرة كاد مهاجم الرجاء زكريا حدراف ان يفتتح التسجيل لكن حارس الترجي خطف الكرة من بين اقدامه. واصبحت الهجمات سجالا بين الفريقين ،حيث انفرد الخنيسي بحارس الرجاء لكن صافرة الحكم كانت الاسبق لتعلن على تسلل…في حين كان الرجاء يعتمد على سلاح الهجمة المرتدة والتي كانت تقلق كثيرا دفاعات الترجي في مناسبات عديدة. وتوالت أخطاء الترجي الدفاعية للمرة الثانية على التوالي حيث وجد مهاجم الرجاء نفسه طليقا امام حارس المرمى لكن الاخير تمكن من الامساك بالكرة…لكن سرعان ما عاد الرجاء بقوة مسجلا الهدف الاول في الدقيقة ال21 عن طريق عبدالاله الحفيظي الذي غالط حارس الترجي من كرة قوية. وفي الربع الساعة الاخيرة من الشوط الأول اهدر ياسين الخنيسي فرصة تقليص الفارق بعد انفراده وجها لوجه بحارس الرجاء انس الزنيتي لكن الاخير اضاع الكرة بسهولة. دخل الترجي شوط المباراة الثاني بقوة على أمل تسجيل هدف التعادل في وقت مبكر ،وكاد أنيس البدري ان يسجل من كرة قوية لكن حارس الرجاء كان لها بالمرصاد وانقذ مرماه . اصرار الترجي على التهديف كان واضحا وجليا من خلال اجبار خصمه الرجاء البقاء داخل مناطقه الدفاعية ،وفرض عليه ضغط متواصلا ،حتى تمكن اخيرا من تعديل النتيجة في الدقيقة ال58 عن طريق البديل يوسف البلايلي الذي دخل مكان سعد بقير المصاب ليشعل هذا الهدف الاجواء بملعب الغرافة. ولم تدم افراح الترجي سريعا بهدف التعادل فسرعان ما عاد الرجاء وتقدم بالهدف الثاني في الدقيقة ال65 عن طريق قائد الفريق بدر بانون مستغلا ربكة دفاعية في مناطق الترجي ليسدد كرة قوية تجاوزت الحارس والمدافعين. وأتيحت للترجي فرصة التعديل من جديد من كرة ثابتة سددها البلايلي لكنها مرت محاذية للقائم ، ورد الرجاء بالمثل وبكرة خطيرة سددها محمود بنحلاب لكنها ظلت الشباك…كما وقف حارس الترجي معز بن شريفية سدا منيعا وابعد هدف ثالثا بعد توغل ناجح من مهاجم الرجاء. وزادت خطورة الرجاء اكثر واستغل سلاح الهجمات المرتدة مستعينا بسرعة لاعبيه فانفرد بنحلاب بالمرمى لكن مهاجم الترجي عرقله بطريقة ذكية وجنب فريقه الهدف الثالث…ليعيد الرجاء سيناريو هجمة ثانية أسفرت عن ركلة ركنية أبعدها حارس الترجي بصعوبة. وزادت المباراة إثارة في آخر خمس دقائق من جانب الترجي الباحث عن تعديل النتيجة لكن محاولاته لم يكتب لها النجاح في ظل تراجع لاعبي الرجاء الى الخلف من أجل تأمين النتيجة والاقتراب من خطف اللقب للمرة الثانية في تاريخهم . وكان الاتحاد الإفريقي لكرة القدم قد قرر إقامة النسخة 27 لكأس السوبر القاري التي انطلقت منافساتها سنة 1993 لأول مرة في تاريخها خارج القارة السمراء بعد أن كان لقاء السوبر يجري في بلد الفريق الفائز بكأس رابطة الأبطال. واستحوذت المباراة على اهتمام كبير لكونها مواجهة على لقب مهم في القارة السمراء من ناحية وكونها تأتي في إطار استعدادات قطر لمونديال 2022 لتصطبغ السوبر الإفريقية هذه المرة بلمسة عالمية. ويضاعف من أهميتها أنها تأتي قبل ثلاثة أيام فقط من مواجهة سوبر أخرى على نفس الملعب، حيث يلتقي الترجي فريق البنزرتي يوم الإثنين المقبل على لقب كأس السوبر التونسي ليشهد نادي الغرافة والعاصمة القطرية مباراتي سوبر في غضون 72 ساعة. وتمثل المباراتان امتداداً لسلسلة من المباريات المهمة والكبيرة التي استضافتها قطر في إطار الاستعداد للمونديال، حيث سبق للعاصمة القطرية أن استضافت مباراة كأس السوبر الإيطالي في نسختين مختلفتين عامي 2014 و2016 . وعلى مدار السنوات الماضية، برهنت قطر عمليا على قدرتها الفائقة على استضافة مثل هذه المباريات الكبيرة، حيث استضافت الدوحة عام 2013 مواجهة مثيرة بين المنتخب الإسباني بطل العالم وأوروبا آنذاك ومنتخب أوروجواي بطل العالم سابقا. وفي مطلع عام 2014 شهدت الدوحة موقعة كروية أطلق عليها كثيرون لقب “لقاء السحاب” بين باريس سان جيرمان الفرنسي وريال مدريد الإسباني، ثم استضافت الدوحة في العام التالي مباراة باريس سان جيرمان وإنتر ميلان الإيطالي.