يستعد المنتخب المغربي المحلي لكرة القدم للتوقيع على مشاركته الثانية في نهائيات كأس أمم إفريقيا للمحليين برواندا، فبعد نسخة جنوب إفريقيا 2014 مع المدرب حسن بنعبيشة يعود الأسود لدخول هذا الامتحان من جديد، بإجراء أول مباراة السبت أمام منتخب الغابون في المجموعة الأولى التي تضم أيضا الكوت ديفوار ورواندا. وتبدو الأمور هذه المرة مغايرة وأكثر تفاؤلا بقدرة لاعبي المدرب محمد فاخر على الذهاب بعيدا في هذه النسخة، والأكيد أن هذا التفاؤل مرده مجموعة من النقاط نلخصها في الآتي. حنكة مدرب لاشك أن حضور المدرب محمد فاخر بحنكته وتجربته يشكل دفعة قوية للمشاركة الثانية للمنتخب المغربي في نسخة رواندا، والأكيد أن هذه الخبرة سيكون لها الأثر الكبير والإيجابي على الحضور المغربي، إذ سبق وأن عاش فاخر هذه الأجواء مع الأندية في الأدغال الإفريقية في عدة مناسبات، كما قاد المنتخب المغربي الأول في كأس أمم إفريقيا عام 2006، ناهيك أنه من المدربين المشهود لهم بالذكاء في التعامل مع الأحداث والاختيارات. بصمة فاخر من دون شك ستكون حاضرة في هذه المشاركة، خاصة أنه من المدربين الذين يعشقون الألقاب ويعرفون طريقها جيدا، بدليل سجله الحافل بالجوائز إذ يبقى من أكبر المدربين المغاربة المتوجين بالألقاب، لذلك يمني المدرب الملقب ب "الجينرال" أن يحقق الإنجاز الذي انتظره طويلا ألا وهو التتويج مع أحد المنتخبات الوطنية. توليفة متجانسة يتشكل المنتخب المغربي من نسيج من اللاعبين من أصحاب التجربة وآخرين من الشباب، والظاهر أن محمد فاخر قد درس اختياراته من جميع الجوانب قبل الحسم في القائمة النهائية، حيث راهن على الخبرة والفتوة الشيء الذي منحه تركيبة بشرية متوازنة وقادرة على تسجيل أفضل النتائج، خاصة أن الوقت كان أمامه لاختيار لاعبيه وقياس درجة استعدادهم. فاخر راهن على تجربة لاعبين من أمثال النقاش وبورقادي والمباركي وكروشي والشاكير والراقي وغيرهم، و إلى جانب هؤلاء المخضرمين نجد عناصر شابة سلاحها الحماس والإرادة من أجل تأكيد مواهبها كأوناجم والمحمدي ، فنجح فاخر إلى حد كبير في اختيار أهم أبرز اللاعبين الذين ينشطون في الدوري. نظرة جديدة لم يعد المنتخب المغربي المحلي تلك المجموعة التي تشارك من أجل المشاركة ،بل إن النظرة لهذه الفئة تغيرت وأعطى لها اتحاد الكرة أهمية كبيرة ، فكانت أهم الخطوات التي أكدت مدى مكانة المنتخب المحلي في المشهد الكروي المغربي هو اختيار مدرب من طينة محمد فاخر ، فكانت هذه الخطوة جد هامة اعتبارا لقيمة المدرب وكذا للبرنامج الذي أتى به من أجل إعطاء مكانة أخرى للمحليين. وكانت هناك متابعة دقيقة من فاخر لكل الأندية، فأعطت هذه الخطوات الانطباع أن المنتخب المغربي المحلي سيتحمل مسؤولية أخرى قياسا بالإمكانيات المرصودة له، بل إن فاخر منحه مكانة أخرى أكثر أهمية من خلال المعسكرات والمباريات التي كان قد أجراها قبل المشاركة في كأس إفريقيا للمحليين. لاعبون متحمسون ولأن لاعبي الدوري اشتكوا كثيرا من التهميش وكذا الاهتمام المبالغ للاعبين الذين يمارسون في خارج المغرب فإن النهائيات الإفريقية للمحليين تعتبر فرصة هامة من أجل إبراز مواهبهم وتأكيد أن لاعب الدوري يملك المواصفات ليحمل ثوب الدولية، والأكيد أن أصدقاء ابراهيم النقاش يدركون مدى المسؤولية الملقاة على أكتافهم لتشريف أولا الكرة المغربية في هذا المحفل القاري خاصة أن الشارع الكروي ينتظر اللقب الإفريقي بشغف كبير، وثانيا إبراز الإمكانيات والمواهب والدفاع عن صورة لاعب الدوري، وهو ما يزيد من حماسهم ورغبتهم للصعود على منصة التتويج. مساحة مهمة كان أمام المدرب محمد فاخر هامش كبير من الاستعداد للمشاركة في النهائيات الإفريقية بخلاف النسخ السابقة، حيث أعطى الاتحاد المغربي مساحة كبيرة من الاهتمام على صعيد المعسكرات والمباريات الودية وكذا متابعة واختيار اللاعبين، على أن البرنامج الذي وضعه أيضا فاخر منذ أن تم تعيينه على رأس العارضة الفنية للمنتخب المحلي كان له انعكاس إيجابي للإعداد لهذه المناسبة. الإمكانيات التي رصدها اتحاد الكرة والبرنامج المدقق الذي وضعه محمد فاخر طيلة الفترة التي سبقت النهائيات الإفريقية، كل ذلك سيفيد اللاعبين في هذه المشاركة وسيكون له انعكاس إيجابي على الحضور المغربي في رواندا.