أيوو و تاعرابت وبنعطية أسماء مرشحة للتألق في "الكان 2012" من أبرز ما يميز بطولة الأمم الإفريقية المقبلة أنها ستشهد مشاركة عدد كبير من اللاعبين الصاعدين، ممن وصلوا إلى مستويات عالمية، وهم في سن صغيرة، ما ينبئ بمشارف شروق شمس جيل جديد من النجوم الأفارقة سيخلف الجيل الحالي، والذي يقوده ديديه دروغبا وصمويل إيتو، اللذان سطرا الكثير من الأمجاد في السنوات الأخيرة. آندريه أيوو يمكن القول وبصدق إن آندريه أيوو أصبح الوجه المشرق والمستقبل الواعد للكرة الإفريقية وليس لبلده غانا فقط، فاللاعب الصاعد ابن الاثنين وعشرين ربيعاً نجح ومنذ ظهوره على مسرح كرة القدم العالمية عام 2009 في خطف جميع الأنظار إليه، إلى لدرجة أن جعلت معظم الخبراء والمتابعين يتوقعون أن يسير اللاعب على درب أبيه عبيدي بيليه، نجم غانا وأحد أبرز المواهب الكروية التي مرت على القارة السمراء. بدأ نجم أيوو في البزوغ منذ كأس العالم للشباب التي استضافتها مصر في شتنبر عام 2009، عندما تمكن من قيادة منتخب بلاده للفوز بكأس البطولة للمرة الأولى في تاريخ غانا، وفي تاريخ القارة الإفريقية بشكل عام، ليعلن اللاعب بعدها عن انطلاقته بقوة. ودفع تألق أيوو مدرب المنتخب الأول في غانا وقتها، الصربي رادوفان راجافيتش إلى ضمه لصفوف منتخب النجوم السوداء الذي شارك في كأس الأمم الإفريقية الماضي التي نظمت مطلع عام 2010 في أنغولا، ولم يخيب أيوو ظن راجافيتش ونجح في الوصول مع منتخب بلاده إلى المباراة النهائية في البطولة قبل أن يفقد اللقب بخسارته أمام مصر (0-1). واستمر تألق أيوو مع منتخب النجوم السوداء فبرز في كأس العالم الماضية في جنوب إفريقيا، ورغم صغر سنه إلا أنه كان من الأعمدة الأساسية في الفريق، واستطاع تعويض غياب نجم تشلسي مايكل إيسيان سيئ الحظ والذي غاب عن أحداث البطولة بسبب الإصابة. ووصل أيوو مع غانا في المونديال الماضي إلى الدور ربع النهائي، قبل أن يخسر بضربات الترجيح أمام المنتخب الأوروغواياني. ولد أيوو في السابع عشر دجنبر عام 1989، وبدأ حياته الكروية عندما كان ضمن صفوف فريق نانيا المحلي الموجود في العاصمة الغانية أكرا إذ انضم له عام 1999، وظل في صفوفه حتى عام 2005، والذي انضم فيه إلى فريق أولمبيك مرسيليا الفرنسي الشهير، ومنذ أن وطأت قدماه أرض الفريق الجنوبي لفت الأنظار إليه بشدة، وتنبأ الكثيرون بمستقبله الواعد فتم تصعيده عام 2007 إلى صفوف الفريق الأول في النادي قبل أن تتم إعارته إلى لوريان موسم 2008 - 2009 لاكتساب الخبرة، إذ شارك مع الفريق في دوري الدرجة الأولى ولعب 22 مباراة سجل خلالها ثلاثة أهداف فقط، قبل أن يعار أيضاً في الموسم الذي تلاه إلى فريق آرل أفينون الذي خاض معه أيوو غمار 25 مباراة سجل خلالها أربعة أهداف. وعاد النجم الإفريقي الصاعد الموسم الماضي إلى مرسيليا وتمسك به هذه المرة مدرب الفريق الدولي الفرنسي السابق ديديه ديشان، إذ دفع به أساسياً في معظم المباريات التي خاضها الفريق في الفترة الأخيرة، وجاءت محصلة اللاعب مع مرسيليا مبشرة جداً على إثر ذلك فقد خاض 61 مباراة سجل خلالها 17 هدفاً، وهو معدل تهديفي رائع للاعب إذا أخذنا بعين الاعتبار أن مركزه الأساسي هو لاعب وسط مهاجم أو جناح وليس مهاجماً صريحاً. عادل تعرابت ما يميز المغربي الصاعد عادل تعرابت أنه ينتمي إلى جيل يحمل على كتفيه عبء إعادة الكرة المغربية إلى سابق أمجادها، فبعد تراجع وصل إلى حد الانهيار أدى إلى خروج منتخب أسود الأطلسي من الدور الأول في نهائيات بطولتي كأس أمم إفريقيا 2006 و2008 على التوالي، وخروجه الحزين من التصفيات المؤهلة إلى كأس أمم إفريقيا 2010 على يد الغابون وتوغو وغيابه عن المشاركة في نهائيات كأس العالم منذ آخر مرة عام 1998، أصبح الجمهور المغربي يمني النفس الآن بتحقيق إنجازات جديدة على يد هذا الجيل الذي يضم عدداً من أبرز اللاعبين العرب المحترفين حالياً في صفوف أبرز الأندية الأوربية مثل مهدي بن عطية مدافع أودينيزي الإيطالي، ويونس بلهنده لاعب وسط مونبلييه الفرنسي، ومروان شماخ مهاجم الآرسنال، والذي يتأهب للعودة إلى “بيته” فريق بوردو الفرنسي، وأخيراً نجم كوينز بارك رينجرز الإنجليزي وأحد أبرز المحترفين الأفارقة في أوربا حالياً عادل تعرابت. ويمتاز تعرابت بأنه موهبة حقيقية في عالم كرة القدم، ولاعب وسط مهاجم من طراز فريد قادر على صناعة الأهداف وقيادة الهجمات وتسجيل الأهداف في الوقت ذاته، وهو الأمر الذي جعله لا يبرح التشكيلة الأساسية لكوينز بارك اللندني منذ انطلاق الموسم الماضي وحتى الآن. وبدأ تعرابت حياته الاحترافية عام 2007 في صفوف لينس الفرنسي عام 2007 وتم إعارته عقب ذلك إلى توتنهام الإنجليزي، ولكنه لم يبرز كثيراً في صفوفه فانتقل على سبيل الإعارة موسم 2009-2010 إلى كوينز بارك، إذ شارك في الموسم الأول له مع الفريق في 48 مباراة سجل خلالها 8 أهداف، وفي غشت 2010 عام انتقل اللاعب بصورة نهائية إلى كوينز، وشارك معه في 54 مباراة سجل فيها 19 هدفاً ساهمت بشكل كبير في صعود الفريق إلى الدوري الممتاز الإنجليزي. مهدي بن عطية يعتبر الكثيرون من الخبراء والمحللين المغربي مهدي بن عطية لاعب أودينيزي الإيطالي، أحد أفضل المدافعين في العالم حالياً وليس على صعيد القارة الإفريقية فقط، فالتطور المذهل في أداء اللاعب وأسلوبه المتميز ومهارته العالية المقترنة بلياقة بدنية مرتفعة، أهلته ليكون أحد أبرز المدافعين في الدوري الإيطالي، الأمر الذي جعله يتصدر مشهد سوق الانتقالات الشتوية الحالية من خلال العروض التي انهالت عليه في الفترة الأخيرة، ولعل الأنباء التي تواترت عن اهتمام السير أليكس فيرغسون مدرب مانشستر يونايتد الإنجليزي بضم اللاعب خير دليل على ذلك. ولاشك في أن العام الماضي هو الأفضل على الإطلاق منذ بداية رحلة اللاعب مع الساحرة المستديرة، فقد ابتعد عنه شبح الإصابة، وتمكن من فرض نفسه على التشكيلة الأساسية لفريقه أودينيزي في معظم مباريات الموسم الماضي، والذي انتهى بحصول فريق مدينة أوديني على المركز الرابع على لائحة ترتيب فرق الدوري الإيطالي، برصيد 66 نقطة، أما في الموسم الحالي (2011-2012)، فلازال المدافع المغربي الدولي يؤدي بشكل لافت ومتميز مع فريقه الذي يقدم مستوى ثابتاً أيضاً هذا الموسم مكنه من احتلال المركز الثالث حالياً على جدول الترتيب، بفارق نقطتين عن ميلان المتصدر. وأهل كل ذلك بن عطية إلى الفوز بجائزة أفضل مدافع في الدوري الإيطالي عن عام 2011، بالإضافة لدخوله قائمة المرشحين للفوز بجائزة أفضل مدافع في العالم، كما اختير أيضاً أفضل لاعب مغربي محترف في الخارج بحسب استفتاء وكالة المغرب العربي للأنباء، كل هذه الإنجازات أهلت مهدي ليكون أحد اللاعبين المنتظر تألقهم، وصعود نجمهم في أمم أفريقيا المقبلة. يبلغ مهدي بن عطية من العمر 24 عاماً، وهو من مواليد مدينة كليرفونتين الفرنسية، وبدأ حياته الكروية باللعب لناشئي فريق غانغان موسم (2002-2003) قبل أن ينتقل إلى نادي مرسيليا، ويستمر بين صفوفه حتى عام 2006. وانتقل بن عطية عقب ذلك إلى فريق تورس المغمور على سبيل الإعارة والذي ينافس في دوري الدرجة الثانية الفرنسي، وخاض مع الفريق 29 مباراة، قبل أن ينتقل إلى فريق كليرمون الذي ينافس أيضاً في دوري الدرجة الثانية في فرنسا لمدة موسمين (2008-2010)، وخاض مع فريقه 57 مباراة سجل خلالها هدفين، ورغم أن المدافع المغربي لم يخوض غمار دوري الدرجة الأولى في أي دولة أوربية، إلا أن العين الخبيرة في فريق أودينيزي انتقته بعناية فائقة، وضمته إلى صفوف الفريق، فتألق بشدة مع زملائه الجدد، وخاض في موسمه الأول مع الفريق (2010-2011) 34 مباراة بمجموع دقائق 3045، بدأ ثلاث مباريات منها فقط من على مقاعد البدلاء، أما في الموسم الحالي (2011-2012) فقد شارك اللاعب في كل مباريات فريقه الخمسة عشر التي خاضها ضمن مسابقة الدوري الإيطالي حتى الآن بمجموع دقائق 1350. وعلى الصعيد الدولي، بدأ بن عطيه مشاركاته بالانضمام إلى منتخب فرنسا للشباب تحت 18 عاماً، قبل أن يحسم قراره بالانضمام إلى منتخب بلده الأم المغرب تحت 20 عاماً، وفي التاسع عشر من نونبر عام 2008، خاض لاعب أودينيزي أول مبارياته الدولية ضمن صفوف المنتخب المغربي الأول وكانت أمام زامبيا وهي المباراة التي انتهت بفوز المنتخب المغربي بثلاثة أهداف لصفر، أما أول مباراة رسمية لبن عطية مع منتخب بلاده فكانت أمام الكاميرون في تصفيات كأس العالم الماضية في العاصمة الكاميرونية ياوندي في سابع يونيو عام 2009.