تستعد بطولة كأس الأمم الأفريقية الثامنة والعشرين للانطلاق في الغابون وغينيا الاستوائية بداية من السبت الحادي والعشرين من يناير الحالي وحتى الثاني عشر من فبراير القادم، وسط مشاعر متباينة من جميع جماهير وعشاق الكرة الأفريقية، مابين الترقب والانتظار لمشاهدة واحدة من أقوى البطولات العالمية وستشهد البطولة عودة قوية للكثير من القوى التقليدية المعروفة على ساحة كرة القدم الأفريقية في مقدمتها المنتخب المغربي الذي سيدخل المنافسات بكتيبة لاعبين متألقين بشكل لافت حالياً في عدد كبير من بطولات الدوري الأوروبية، وعلى رأسهم المدافع المهدي بنعطية. يعتبر الكثيرون من الخبراء والمحللين اللاعب الدولي المغربي المهدي بن عطية لاعب أودينيزي الإيطالي، أحد أفضل المدافعين على مستوى العالم حالياً وليس على صعيد القارة الأفريقية فقط، فالتطور المذهل في أداء اللاعب وأسلوبه المتميز ومهارته العالية المقترنة بلياقة بدنية مرتفعة، أهلته ليكون أحد أبرز المدافعين في الدوري الإيطالي، الأمر الذي جعله يتصدر مشهد سوق الانتقالات الشتوية الحالية من خلال العروض التي انهالت عليه في الفترة الأخيرة ولعل الأنباء التي تواترت عن اهتمام السير أليكس فيرغسون مدرب مانشستر يونايتد الإنكليزي بضم اللاعب خير دليل على ذلك. ولاشك في أن العام الماضي هو الأفضل على الإطلاق منذ بداية رحلة اللاعب مع الساحرة المستديرة، فقد ابتعد عنه شبح الإصابة وتمكن من فرض نفسه على التشكيلة الأساسية لفريقه أودينيزي في معظم مباريات الموسم الماضي والذي انتهى بحصول فريق مدينة أوديني على المركز الرابع على لائحة ترتيب فرق الدوري الإيطالي، برصيد 66 نقطة، أما في الموسم الحالي (2011 - 2012) فمازال المدافع المغربي الدولي يؤدي بشكل لافت ومتميز مع فريقه الذي يقدم مستوى ثابتاً أيضاً هذا الموسم مكنه من احتلال المركز الثالث حالياً على جدول الترتيب بفارق نقطتين عن ميلان المتصدر. وأهل كل ذلك بن عطية للفوز بجائزة أفضل مدافع في الدوري الإيطالي عن عام 2011 ، كما أختير أيضاً كأفضل لاعب مغربي محترف في الخارج بحسب استفتاء وكالة المغرب العربي للأنباء التي شاركت فيه أزيد من ثلاثين مؤسسة اعلامية، كل هذه الإنجازات أهلت المهدي ليكون أحد اللاعبين المنتظر تألقهم وصعود نجمهم في أمم أفريقيا القادمة . يبلغ المهدي بن عطية من العمر 24 عاماً وهو من مواليد مدينة كليرفونتين الفرنسية، وبدأ حياته الكروية باللعب لناشئي فريق غانغان موسم (2002 - 2003) قبل أن ينتقل لنادي مرسيليا ويستمر بين صفوفه حتى عام 2006 . وانتقل بن عطية عقب ذلك إلى فريق تورس المغمور على سبيل الإعارة والذي ينافس في دوري الدرجة الثانية الفرنسي، وخاض مع الفريق 29 مباراة قبل أن ينتقل إلى فريق كليرمون الذي ينافس أيضاً في دوري الدرجة الثانية في فرنسا لمدة موسمين (2008 - 2010) وخاض مع فريقه 57 مباراة سجل خلالها هدفين، وعلى الرغم من أن المدافع المغربي لم يخض غمار دوري الدرجة الأولى في أي دولة أوروبية إلا أن العين الخبيرة في فريق أودينيزي انتقته بعناية فائقة وضمته إلى صفوف الفريق فتألق بشدة مع زملائه الجدد وخاض في موسمه الأول مع الفريق (2010 -2011) 34 مباراة بمجموع دقائق 3045، بدأ ثلاث مباريات منها فقط من على مقاعد البدلاء، أما في الموسم الحالي (2011 -2012) فقد شارك اللاعب في كل مباريات فريقه الخمسة عشر التي خاضها ضمن مسابقة الدوري الإيطالي حتى الآن بمجموع دقائق 1350 . وعلى الصعيد الدولي، بدأ بن عطيه مشاركاته الدولية بالانضمام لمنتخب فرنسا للشباب تحت 18 عاماً، قبل أن يحسم قراره بالانضمام إلى منتخب بلده الأم المغرب تحت 20 عاماً، وفي التاسع عشر من نوفمبر عام 2008 خاض لاعب أودينيزي أول مبارياته الدولية ضمن صفوف المنتخب المغربي الأول وكانت أمام زامبيا وهو اللقاء الذي انتهى بفوز المنتخب المغربي بثلاثة أهداف دون رد، أما أول لقاء رسمي لبن عطية مع منتخب بلاده فكان أمام الكاميرون في تصفيات كأس العالم الماضية في العاصمة الكاميرونية ياوندي في السابع من يونيو عام 2009 . وبوجه عام فقد خاض مهدي بن عطية مع المنتخب المغربي حتى الآن 13 مباراة سجل خلالها هدف واحد فقط أحرزه في مرمى المنتخب الجزائري في المباراة التي أقيمت في الرابع من يونيو عام 2011 وانتهت بفوز المغرب بأربعة أهداف دون رد، وبالتأكيد فأن بن عطية مرشح بقوة ليكون أحد دعائم وأعمدة المنتخب المغربي الرئيسية في كأس الأمم الأفريقية القادمة.