لم يعرف المكتب المسير للرجاء الرياضي موسما ماليا جيدا، رغم أن الفريق حصد لقبي البطولة الوطنية وكأس العرش، إذ ما فتئ الرئيس محمد بودريقة يبرر المصاريف الكثيرة ب" الديون التي راكمها المكتب السابق على النادي"، والتي تتجلى بالخصوص في المشاكل مع اللاعبين الذين انتهت عقودهم، الذين استنزفوا ميزانية الرجاء بمئات الملايين من السنتيمات، كان من الأجدر أن تصرف في شيء آخر ينفع البيت الأخضر. الرجاء البطل، الذي دخل سوق الانتقالات بقوة في بداية الموسم الماضي، ووظف بودريقة كل إمكانياته لكي يتمكن الفريق الأخضر من الفوز بكل الألقاب في موسم سمي بموسم "الحصاد"، لم يكن ذاك "الفريق الغني"، الذي صور للجميع في البداية، بقدر ما كان يلبي رغبات مدرب، لا يعرف سوى مطاردة الألقاب، ولو كان الأمر على حساب ميزانية فريق، يخرج لتوه من أزمة مالية خانقة أطاحت بمكتب مسير. تحدث الجميع في بداية الموسم الماضي، عن تحضيرات الرجاء التي كانت نقطة قوته، والتي أعطته دفعة قوية لكي يلعب على لقب البطولة منذ بداية الموسم. استعد الفريق في تونس ولعب مباريات إعدادية أمام برشلونة وأتلتيك بلباو وفرق جزائرية وتونسية، فبدأ الأمر كأن النادي تجاوز أزمته المالية، ودخل في حياة الغنى. ميزانية الرجاء للموسم الماضي والتي سجلت عجزا بنصف مليار، أكدت أن التربصات التي قام بها النادي كلفته أموالا مهمة، في سبيل إعداد الفريق للدخول إلى موسم الهدف الوحيد منه هو حصد الألقاب. فصرف الرجاء ما يقارب 3 ملايين درهم، أي بارتفاع طفيف عن الموسم الماضي، موسم الأزمة. ولم يقف المكتب المسير الجديد عند هذا الحد، بل استمر في الزيادة في النفقات، رغم علمه أن تراكمات الموسم ما قبل الماضي، تحتاج إلى سياسة لترشيدها، إذا ما أراد النادي تحسين مردوديته المالية. استقطاب أبرز 16 لاعبا في البطولة الوطنية وخارجها، جعل النادي يتحمل أجورهم، ليزيدها على أجور العاملين في النادي، الذين طالبوا غير ما مرة بتسوية أوضاعهم المالية. في الموسم الماضي، صرف المكتب المسير 53 في المائة من ميزانيته على أجور اللاعبين والعاملين بالنادي، أي ما يقارب مليارا ونصف مليار من الأجور، ومثلها صرفت منحا للمردودية، في حين لم تتجاوز هذه المصاريف الموسم ما قبل الماضي مليارين و300 مليون. النخبة..أيمن البدوي