طلع علينا وكالعادة خبير التحكيم المحلل والناهي (..) و...خلال حلقة مستودع الأخيرة الخاصة بحلقات المسلسل التحكيمي الذي أراد السيد المحلل استعراض لسانه باللغة العربية التي أتى بها من منهله الخاص كالعادة، حيث أنه طيلة البرنامج يفسر ويوضح العقوبات الإنضباطية التي عرف كيف ينطبق بها ولا نعرف من أين أتى بها !!؟، علما أن قوانين التحكيم لم يذكر ضمنها أي مصطلح بالعقوبات الإنضباطية..فقانون اللعبة واضح حيث أنه توجد ضمنه عقوبتان، وهما العقوبة التقنية : وهي الأخطاء المباشرة، والأخطاء الغير المباشرة، والعقوبة الإدارية : وهي البطائق الصفراء والحمراء... أما عن حكاية البطائق الصفراء والحمراء التي قال المحلل الناهي (...) أنهما ابتكرا طبقا للأضواء الصفراء والحمراء الخاصة بقانون السير ليتخذها المجلس كنموذج لإتخاذ قرار استعمال البطائق الصفراء والحمراء، أما عن حكاية البطائق ومتى كانت البداية وكيف وحدت فهي معلومات خاطئة عند السيد المحلل بقناة الرياضية لبرنامج مستودع..فهذه هي حكاية البطائق الصفراء والحمراء ومتى كانت البداية وكيف وحدت بين اللغات. البطاقة الصفراء والبطاقة الحمراء هما وسيلتان من الوسائل التي يعتمدها الحكام أثناء إدارتهم للمباريات بشتى فئاتها سواء داخل الوطن أو خارجه، ليوضح من خلالهما أنه تمت معاقبة اللاعب المخالف بعقوبة إدارية (وليست إنضباطية) تستوجب الإنذار وذلك بإشهار البطاقة الصفراء أو طرد اللاعب وذلك بإشهار البطاقة الحمراء معلنا بذلك مغادرته الميدان..وهذه البطائق التي تم تمييزهما باللونين الأصفر والأحمر يعتبرهما الوسط الرياضي العامي باللونين اللذين يتكلمان لغة عالمية موحدة في جميع أنحاء المعمور...فإليكم الحكاية الخاصة بهذه البطائق وكيف تمكنت من توحيد اللغات.. كان السبب في ظهور البطاقتين الصفراء والحمراء هو أنه خلال إحدى المباريات الدولية كان الحكم يتكلم باللغة الإنجليزية وأحد الفريقين يتكلم باللغة الإسبانية فقط وخلال هذه المباراة وجه الحكم إنذار لأحد لاعبي هذا الفريق، وكان في ذلك الوقت يتحتم على الحكم المناداة على اللاعب ويخبره أنه ضده إنذار، وهذه العملية احتج عليها الفريق الإسباني بدعوى أن الحكم لم يعط اللاعب إنذار بدليل أن الحكم لا يعرف إلا اللغة الإنجليزية واللاعب لا يعرف إلا اللغة الإسبانية، وعن هذا اجتمعت اللجنة المختصة بالبطولة الدولية وسألت الحكم بأي لغة أعطيت اللاعب الإسباني إنذارا؟ فأجاب باللغة الإنجليزية طبعا. فتبين بعد ذلك أن اللاعب لا يعرف إلا اللغة الإسبانية. وعن هذه الواقعة التقط الحادثة آنذاك الحكم الدولي السابق "السيد ستانلس رواس" مكسيكي الأصل، والذي كان رئيسا للإتحاد الدولي لكرة القدم عنه وقوع هذه الحادثة فقام بالتفكير لمعالجة تعدد اللغات وعدم معرفة بعضها بين الحكام واللاعبين، وهنا برزت لديه فكرة استعمال البطائق والتي يعتبرها الخبراء في ميدان التحكيم "سلاحا ذو حدين" ألا وهو البطاقة الصفراء لتوجيه الإنذار والبطاقة الحمراء للإعلان عن الطرد، وبذلك يمكن التغلب على مشكلة اللغة بين الحكام واللاعبين وجميع المتدخلين في لعبة كرة القدم منها الصحافة والجمهور...إلخ. وتم تجربة هذه الطريقة، أثناء الدورة الأولمبية عام 1968 بالمكسيك وحققت نجاحا كبيرا، وخاصة أن مدة تنفيذ الإنذار أو الطرد بواسطة إشهارهما اتجاه اللاعبين المخالفين والذين يستحقون الطرد أو الإنذار لا تستغرق وقتا طويلا، وهنا كانت الفائدة حتى من حيث ضياع الوقت، وبهذا رحبت لجنة الحكام الدولية بهذه البادرة، واجتمعت يومي 19 و20 شتنبر 1969 وقررت باستعمال نظام البطائق الصفراء والحمراء في جميع المسابقات الدولية والأهلية. وقد سبق لجريدة النخبة أن نشرت حكاية البطائق الصفراء والحمراء متى كانت وكيف وحدت بين اللغات من إعداد الإدريسي الزكاري وذلك بعدد 1117 بتاريخ 04 شتنبر 2006.