إن المتتبع لبرنامج مستوع الذي تبثه القناة الرياضية والذي يخصص حلقة يوم الاثنين من كل أسبوع لتقييم أداء حكام المنافسات الوطنية لكرة القدم سيلاحظ الميز الذي يتعامل به " المفتي " العزيز على صاحب المستودع مع القضايا والحالات التي تطرح عليه وخير دليل على ذلك إصرار السيد " المفتي " على تأييد قرار الحكم التييازي من مراكش في عدم إعلانه ضربة جزاء واضحة لفريق حسنية أكادير لكرة القدم في الدقائق الأولى من المقابلة التي جمعت الفريقين برسم الجولة السادسة من البطولة بملعب الانبعاث باكادير ، وخلف موقف " المفتي " ردود فعل قوية في الأوساط الرياضية بسوس وبعدد من مناطق المغرب وهو الشيء الذي جعل صاحب البرنامج الذي تلقى الكثير من الاستفسارات حول تلك اللقطة التي عمد مخرج البرنامج إلى تمريرها بسرعة وبدون تمعن في حلقة يوم 26 اكتوبر الماضي ،أن يعيد لقطة ضربة الجزاء للمرة الثانية يوم الاثنين 2 نونبر الجاري ليكرر " مفتي البرنامج " نفس ما قاله سابقا بعدم شرعية المطالبة بضربة الجزاء والمثير في الأمر أن نفس " المفتي " ومنذ أسبوعين فقط كان قد أفتى في نازلة مماثلة أثناء لقاء الوداد البيضاوي واتحاد الخميسات وهو اللقاء الذي قاده الحكم يارا من العيون بكون الحكم حرم الوداد من ضربة جزاء واضحة . وخلفت هذه المواقف المتباينة " للمفتي " عدة تساؤلات تنصب حول معايير إصدار أحكامه هل هي قوانين التحكيم أم أسماء الحكام ودرجتهم والعصب التي تنتمون إليها ؟ أم أن الأمر يرتبط بالفرق المعنية ودرجة نفوذها بالجامعة وحجم تأثير جمهورها في الشارع ؟ وكانت جريدة بيان اليوم عدد 3876 الصادر بتاريخ 27 اكتوبر المنصرم قد نشرت وجهة نظر للسيد عبد الله مزوزي حول فتاوي صديق صاحب المستودع بين الأمس واليوم ، وفيما يلي يعيد الموقع نشر وجهة النظر هذه لتقريب القراء من هذا "المفتي" الغريب : ------------------------------------------------------- وجهة نظر/ برنامج " مستودع " بالقناة الرياضية: --------عندما يستعمل منبر عمومي لتصفية الحسابات --------- إن من تتبع برنامج " مستودع " بالقناة الرياضية مند الموسم الماضي إلى يومنا هذا، يلاحظ أن الخبير بمساعدة كبير العارفين ، إنتقل من لهجة سالخ للحكام إلى مرطب وملين للكلام . في الموسم الماضي – إذا قمنا بعملية فلاش باك لبعض الحلقات – كان ينطلق في بعض الأحيان من أخطاء بسيطة يخلق منها " غولا" يمنحها هالة مرعبة تجعل من أخطاء بعض الحكام سببا في المفسدة والعبث بشعور الرأي العام الرياضي خاصة ، مستعينا بتأويلاته البعيدة عن مادة القانون خالقا من المعنيين بالأمر متهمين يجدر إتخاذ عقوبات في حقهم المثير للجدل أنه لم يكن يتعامل مع الحكام بنفس المقاييس ، فكان طبيعيا أن يبدوا من حين لآخر وكأنه يميل لفئة دون أخرى ، خطابه يؤشر على عصبية " إقليمية " إن صح التعبير ، يحلل ويحرم مايشاء وفق مزاجه وحسب رأس الزبون .... وإلا لماذا رفضه حكام الفوج الأول من التدريب الوطني ؟ . وقتها كان يعزي زلات الحكام بأبعادها السلبية لضعف التكوين وسوء التدبير عند اللجنة السابقة التي عاش معها منعطفا مظلما (تقديم الإستقالة ) ، يضرب الجهاز بالعاملين فيه . هذا الموسم ظهر زميلنا الخبيرب " لوك " جديد وبنغمة ناعمة ، تخلص من جلده السابق (الخشن ) ، لأنه أصبح جزءا من المديرية الوطنية للحكام ، أحب من أحب وكره من كره . إذا رصد أخطاء الحكام بالأسلوب القديم مفاده ضربه لنفسه أولا وللجهاز الذي ينتمي إليه . إنه يريد كسب ثقة مجموعة من الحكام بعد تنافر دام موسما كاملا – هل سيستمر تعليقه بهذا الإيقاع ؟ سبحان مبدل الأحوال " الرأس لي مايدور كدية " هذا التصرف ليس غريبا عنا فالواقع يعج بمثل هذه الحالات . هذا الخبير لايقنع في الغالب الحكام وهو " يعلق أخطاءهم " ليس لأنه يكشف سلبيات قيادتهم للمباريات وإنما طريقته في التفسير لاتفي بالغرض ، تفتقد الخبرة ، والموضوعية ...فقوانين التحكيم واضحة ولاتحتاج إلى إجتهاد أو قراءة ذاتية لابراز القدرة على الشرح والتفسير . هل تحتاج ضربة جزاء أو دفع مثلا لتحليل ممطط ؟ كل شيىء له مسوغه في مواد القانون . في بعض الحلقات يبدوا لنا منشط البرنامج يستغرب متسائلا عن حالات متشابهة ظهر فيها الخبير متناقضا مع نفسه ، بل أكثر من ذلك تصدر عنه تقديرات لاعلاقة لها بقانون اللعبة وهو المحنك في هذا المجال : نموذج ذلك مبارة الكوكب والجيش الملكي ، فالعيب كل العيب أن يظهر الشخص بمظهر العالم وهو فاقد للمعرفة الضرورية . نهمس للسيد محلل قناة " الرياضية " أن المتواجد في ذلك المنبر يستحسن به أن يكون محللا ، محايدا ، موضوعيا ، مبدعا . أن يكون همه إنتقاء حالات تحكيمية تشكل مادة للتكوين والتأطير والتوجيه ، حالات يستفيذ منها بالدرجة الأولى الحكام ، وتنور الرأي العام . هذه المواصفات غالبا ماتفرض إمتلاك مراس وخبرة ، خصوصا وأن المنبرالذي تصفي فيه مثل هذه الحسابات قناة عمومية ، مفروض أن تكون ناطقة باسم الجميع وليس سلطة في ملكية فئة معينة تحضى بامتياز أو تتمتع بعلاقة خاصة ، ليس إلا .... * عبدالله مزوزي .