كثيرة هي الأسئلة التي تطرح نفسها عندما نفتح باب التساؤلات المطروحة حول الهدف من التعاقد مع مدرب يتقاضى أزيد من 70 مليون سنتيم شهريا من أموال دافعي الضرائب بالإضافة إلى امتيازات أخرى، ليتولى تدريب المنتخب الوطني ؟؟، إذا كان هذا المدرب سيشتغل مرة كل 3 أشهر أو أربعة، ألا يمكن لمدرب مغربي القيام بهذه المهمة وبثمن أقل ودون امتيازات مبالغ فيها كتلك التي يحظى بها غيريتس حاليا ؟؟. ربما قد يقول البعض أن طرحنا لهذا الموضوع مجانب للصواب وغير منطقي، على اعتبار أن غيريتس ليس لديه ما يفعله مادام أنه ليس هناك تاريخ فيما يمكن أن يجتمع فيه مع اللاعبين المحترفين لإقامة معسكر إعدادي أو خوض مباراة ودية، في انتظار المواعيد الرسمية والحاسمة، لكن جوابنا على هؤلاء سيكون بسيطا ومنطقيا أيضا، ألم يكن حريا بالسيد إيريك الذي يتقاضى مبلغا ماليا محترما من خزينة الدولة هو ومن يدور في فلكه داخل الطاقم التقني، أن يستغلوا هذا الفراغ في تجميع أبرز وأميز اللاعبين المحليين ولو لمرة واحدة في كل 15 يوما، لمدة يومين أو ثلاث ؟؟، ألن يكون هذا عملا مفيدا للمنتخب الوطني ؟؟، لأنه سيمكن الطاقم التقني من التعرف عن قرب على أبرز اللاعبين المحليين، وسيمنح للسيد غيريتس الفرصة للتواصل معهم ومعرفة الخصاص الذي يعانون منه من أجل إعدادهم للإندماج داخل منظومة الفريق الأول، لأن تعاملهم مع غيريتس بشكل مستمر سيسهل عليهم استيعاب أدواته التقنية والتكتيكية، وبالتالي تطوير مستواهم، وتفادي الأخطاء الهاوية التي تحدث عنها البعض في مباراة إيرلندا الشمالية حينما ارتكب مدافع الرجاء رشيد السليماني خطأ تسبب في ضربة جزاء. إن خطوة كهذه ستكون لها لا محالة فوائد كثيرة، أولها تسهيل اندماج اللاعبين المحليين داخل المنتخب، بالإضافة إلى ارتفاع النسق داخل الدوري الوطني، لأن كل اللاعبين سيرغبون في الإنضمام للنخبة المغربية، وستكون لديهم قنطرة تسهل عليهم هذه العملية، هي التجمعات التدريبية مع الناخب الوطني.. لكن يبدو أنه لا غيريتس ولا المسؤولين على الشأن الكروي المغربي واعون بأهمية خطوة كهذه، والدليل أن المدرب البلجيكي "عاطيها للسياحة والدوران مع راسو" فمنذ آخر مباراة أمام إيرلندا الشمالية، ونحن نسمع غيريتس في رحلة لفرنسا، غيريتس رحل إلى بلجيكا لقضاء عطلة أعياد الميلاد، غيريتس ذهب إلى السعودية لزيارة أصدقائه في الهلال السعودي، أليست كرة القدم الوطنية أولى بهذا الوقت الذي يهدره الناخب الوطني في "الدوران" مادام أنه يتقاضى أجرا شهريا لإعداد منتخب وطني قوي ومتماسك ؟؟. وسيكون من قبيل الفهم الموغل في الغباء لو اعتقد غيريتس أنه سيشكل منتخبا قويا بالإعتماد الكلي على المحترفين، وداخل الحيز الزمني الضيق لتواريخ الفيفا، والأيام ستؤكد هذا الطرح. ولا يسعنا إلا أن نختم بقولة شهيرة عند كل المغاربة يتحدثون فيها عن "الفقيه" لكننا سنضعها في سياق موضوعنا وهي "المدرب اللي كانتسناو براكتو عطيها للدوران وناسي خدمتو" .