ما يعيشه المنتخب المغربي في السنوات الأخيرة أصبح أمرا محيرا يؤكد أن هناك خللا ما على أكثر من صعيد،نكبات و نكسات متتالية و إخفاقات بالجملة وعجز مزمن عن استعادة موقع الريادة قاريا، على الرغم من كل الوصفات العلاجية التي تناوب على تقديمها أكثر من اتحاد. التراجع المهول للمنتخب المغربي فرضته النتائج الكارثية في أمم أفريقيا في السنوات الأربعة الأخيرة التي هي عمر اتحاد الكرة الحالي، إذ خرج خالي الوفاض في دورتي 2012 بالجابون و 2013 بجنوب أفريقيا و خلالهما ودع المسابقة مبكرا من الدور الأول على أنه لم يؤكد حضوره في دورة أنجولا 2010 بعدما أقصي في الأدوار الإقصائية. و في تصفيات كأس العالم عاش المنتخب المغربي وضعا أكثر غرابة، إذ يودع سباق الترشح للحدث الكروي الكوني من مرحلة الذهاب كما جسده في تصفيات 2010 ،وحاليا هو في طريقه لتكرار نفس السيناريو في التصفيات المؤهلة لمونديال البرازيل 2014 بعدما خسر مباراة تنزانيا و التي عصفت بآماله في التأهل باحتلاله المرتبة الثالثة في مجموعة يتسيدها كوت ديفوار بفارق 5 نقاط عن الأسود. و لأنه لكل نكسة سبب فإن الوضع المتأزم حاليا للمنتخب المغربي ما هو إلا امتداد للسياسات الفاشلة، والتي فرضت إسناد الأمور الفنية لإداريين و أهملت إشراك اللاعبين الدوليين السابقين و أهل الإختصاص، خاصة فيما يخص عملية اختيار مدرب المنتخب إذ تناوب على تدريب الأسود طوال السنوات الثلاث الماضية سبعة مدراء فنيين بدء من دومينيك كوبيرلي و مرورا بالبلجيكي إيريك جيرتس و قبلهم تم تجريب وصفة اربعة مدربين مغاربة دفعة واحدة في خلطة عجيبة وصفها الكثير من المتتبعين بالبدعة الكبيرة وهو ( حسن مومن- عبد الغني الناصيري- حسين عموتا و جمال السلامي) قبل أن يستقر الأختيار على رشيد الطوسي مؤخرا.. كل هذه الإختيارات لم تأت بجديد و تواصلت نفس الفصول الدرامية التي قادت لاختبار أكثر من 75 لاعبين في السنة الأخيرة،وهو ما عكس قيمة التخبط و الإرتباك الذي جعل المنتخب المغربي مثل الرجل المريض الذي لا تنفع معه كل روشتات العلاج و كأنه آمن بقدره و ينتظر مصيره المحتوم. اليوم يبدو المدرب رشيد الطوسي في صورة الضحية و كبش الفداء مرة أخرى في انتظار إقالته كالعادة وهو نفس السلوك الذي دأب عليه اتحاد الكرة، لانتداب مدرب جديد ومعه تستمر نفس الحكاية دون أن يقود هذا لتشخيص حقيقي للداء و استئصال الورم الخبيث الذي كلف الأسود كل هذه المهازل.