هي حكمة كرة القدم إذن، فقد يصبح الفريق المغمور مشهورا بين ليلة وضحاها، وهذا القدر الجميل، يعيشه فريق الفتح الرباطي هذا العام، فبعدما أصبح الفريق حديث الأوساط الرياضية العربية والإفريقية بتتويجه بلقب كأس العرش بالرباط أمام ظاهرة الموسم الجاري المغرب الفاسي، وبعده بأسبوع فقط توج فتح الكؤوس على حساب الصفاقسي التونسي بملعب الطيب المهيري، ها هو الفريق يزداد شهرة يوما بعد يوم، فقد كتب له أن يواجه فريقا إفريقيا تأهل لنهائي مونديال الأندية هو مازيمبي الكونغولي الذي يواصل بدوره سلسلة مفاجآته، فبعدما توج بدوري أبطال إفريقيا لموسمين متتاليين، فجر مفاجأة من العيار الثقيل ببلوغه نهائي مونديال الأندية، حيث واجه يوم الأحد الأخير فريق إنتر ميلان الإيطالي بنجومه الكبيرة في مقدمتها الكاميروني صامويل إيتو. شهرة الفتح إذن فاقت الحدود، لكن الأكيد أن الفريق يستحق كل الألقاب، بعدما ثابر وجد واجتهد، ها هي كرة القدم تنصف الفريق بعدما منحها من جهده ووقته ما يكفي، وكم سيكون الأمر رائعا لو واصل الفريق الرباطي ومدربه عموتة إنجازاتهم الرائعة بالفوز بكأس السوبر الإفريقي على حساب مازيمبي الكونغولي الذي حقق إنجازاً غير مسبوق للقارة الإفريقية ولنفسه، إثر تغلبه على أنترناسيونال البرازيلي 2- 0 يوم الثلاثاء الماضي على ملعب "محمد بن زايد" في الدور قبل النهائي لبطولة كأس العالم السابعة للأندية المقامة حالياً في أبو ظبي. وأصبح مازيمبي بذلك أول فريق من خارج أوروبا وأمريكا الجنوبية يتأهل إلى المباراة النهائية للبطولة بعدما احتكرت فرق أمريكا الجنوبية وأوروبا المباريات النهائية واللقب على مدار البطولات الست الماضية. وقدم مازيمبي عرضاً رائعاً على مدار شوطي المباراة وتوج مجهوده بهدف التقدم الثمين الذي سجله مولوتا كابانغو في الدقيقة 53 بعدما انتهى الشوط الأول بالتعادل السلبي. وبدد زميله ديوكو كاليوتوكا آمال الفريق البرازيلي تماماً بتسجيل الهدف الثاني في الدقيقة 85. وعقب انتهاء المباراة قال مدرب الفريق الكونغولي إن فريقه يستحق الانتصار بعد المباراة الكبيرة التي قدمها، مؤكدا على أن القارة الإفريقية يجب أن تكون فخورة بمازيمبي بعدما حقق لها إنجازا تاريخيا وسط عمالقة كرة القدم العالمية. الفتح إذن يعيش التحديات هذا الموسم، ولحد الساعة فقد قطع حواجز السباق من دون أدنى خطأ، وهمه الآن هو مواصلة عروضه الرائعة، والتتويج بكأس السوبر الإفريقي ولو في ملعب الفريق الكونغولي ببولومباشي ليضيف لقبا غاليا لكرة القدم لوطنية التي عانت الأمرين وانتظرت كثيرا من فرقها الكبيرة بأن تعيدها إلى خانة الكبار، لكن الفتح خلق الاستثناء وحقق ما عجزت عنه الرجاء وأخواتها..ليؤكد أن في منظومة كرة القدم لم يعد هناك فريق كبير وآخر صغير، ومن لا يزال يؤمن بهذه المقولة، فليسأل أصحاب الفتوحات الكبرى !!!.