يلقي الديربي الكلاسيكي ال 109 بين الغريمين التقليديين الرجاء والوداد البيضاويين، المقرر نهاية الأسبوع الجاري ضمن الدورة ال 10 من بطولة الدوري المغربي للنخبة القسم الأول لكرة القدم، بظلاله على الساحة الرياضية الوطنية بصفة عامة والبيضاوية بصفة خاصة اعتبارا لما يشكله كموعد كروي يغري بالمشاهدة وفرصة لمعانقة التألق واستعادة أمجاد الفريقين عبر مسارهما الرياضي الحافل بالإنجازات الوطنية والقارية. فلا حديث في الوسط الرياضي البيضاوي إلا على مباراة الديربي في هذا الجو الخريفي، حوارات سجالية وملاسنات و مشادات كلامية داخل الأحياء والمؤسسات التعليمية والأزقة و المنازل والمقاهي الشعبية بين مشجعي ومحبي اللون الأحمر من جهة واللون الأخضر من جهة أخرى. فعلى امتداد الديربيات ال 108 السابقة ظلت لقاءات الرجاء والوداد حدثا استثنائيا تتوقف فيه عقارب الزمن لتفسح المجال أمام جماهير الفريقين للاستمتاع بطبق كروي شيق وجذاب من المستوى الرفيع، حيث تفرض الفرجة نفسها على الرغم مما يرافقها من حدة وتنافس كبيرين إن على رقعة أرضية المستطيل الأخضر أو في المدرجات أو في فضاءات أخرى. وسيلعب العاملان النفسي والطراوة البدنية دورين أساسيين في الحسم في نتيجة اللقاء، حيث سيحاول فريق الوداد البيضاوي استرجاع معنويات لاعبيه وتحقيق فوز لمصالحة جماهيره العريضة التي لم تهضم خسارة الفريق الثقيلة بثلاثية نظيفة أمام فريق النادي الإفريقي التونسي برسم الدور النصف النهائي لكأس إتحاد شمال إفريقيا للأندية البطلة، كما أن هذه المباراة ستكون محكا حقيقيا للمدرب الوداد دييغو غارزيطو لتأكيد كفاءته في قيادة الفريق الأحمر الذي ركز كل اهتماماته للدفاع عن لقب بطولة الدوري المغربي نسخة 2010، ثم لعب الأدوار الطلائعية في كأس عصبة أبطال إفريقيا للأندية البطلة نسخة 2011. أما فريق الرجاء بقيادة الإطار الوطني محمد فاخر فسيسعى في هذا اللقاء لتأكيد صحوته في بطولة الدوري المغربي لكرة القدم نسخة 2011 بعد أن حقق انتصارين متتاليين أمام كل فريقي شباب قصبة تادلة والمغرب التطواني، كما سيسعى إلى اللعب على اللقب، وهو من الأهداف المسطرة بين المدرب والمكتب المسير، بالإضافة إلى استرجاع مكانة الفريق على الصعيد القاري لأنه سيشارك للمرة الثانية في دوري كأس عصبة أبطال إفريقيا للأندية البطلة بوصفه وصيف البطل فريق الوداد الرياضي. ومن شأن هذا المعطيات أن تحفز الوداد والرجاء على تقديم عرض كروي راق يليق بسمعتهما كمدرستين عريقتين تعتبران قاطرة كرة القدم المغربية وبالتالي إشباع نهم جمهورهما المتعطش إلى الاستمتاع بعروض فنية في مستوى طموحاتهما وتطلعاتهما. ويبدو من خلال حصيلة المباريات، التي جمعت بين الفريقين منذ سنة 1957، أن نادي الرجاء حقق 33 فوزا مقابل 25 للوداد و تعادلا في 50 لقاء. أما عدد الأهداف المسجلة فهي 80 للوداد و90 للرجاء . كما أن الفريقين عازمان هذا الموسم اعتمادا على مجموعتيهما المتجانستين على معانقة التألق والدفاع عن لقب نسخة 2010 بالنسبة للوداد، فيما يسعى الرجاء إلى استرجاع اللقب الذي ضاع منه الموسم الماضي في الدورة الأخيرة، وهو ما سيدفع كل فريق إلى البحث عن ثلاث نقط الفوز التي ستعطي دفعة قوية وشحنة معنوية كبيرة للفريق الفائز في أفق شق الطريق نحو تحقيق المزيد من الانتصارات لإسعاد جماهيره في بطولة الدوري المغربي لكرة القدم نسخة 2011. كما يشكل هذا الديربي الكلاسيكي مناسبة تستعيد فيه مدرجات المركب الرياضي محمد الخامس لوحاتها الفلكلورية الجميلة برفع "تيفوات" بالأحمر و الأخضر و اللون الأبيض المشترك بين الفريقين، ذلك أن نجاح الحدث والطبق الرياضيين مرتبط بجمهور حضاري السلوك ومتشبع بالروح والأخلاق الرياضية العالية وعاشق للفرجة وراسم للإحتفالية بتناسق بديع سيشد عضد فريقه المفضل. وبعيدا عن حسابات عن منطقي الربح والخسارة، سيكون الفريقان مطالبين بتقديم عروض فنية ترقى إلى مستوى تاريخ مشوارهما كناديين وطنيين وكمدرستين عريقتين أثثتا المشهد الرياضي الوطني منذ أزيد من نصف قرن. وأجمل ما يجعل الديربي الكلاسيكي البيضاوي غاية في الإثارة والتشويق و الشغف هو صعوبة التكهن بنتيجته مهما كانت وضعية الفريقين، والتي غالبا ما لا تدخل في طقوس وحسابات الديربي، إذ تذوب كل الأرقام والفوارق في سلم الترتيب. و في إطار الإعداد للمقابلة، طالب مدرب الوداد الرياضي دييغو غارزيطو، ربان سفينة الوداد البيضاوي لاعبيه بنسيان الهزيمة أمام فريق النادي الإفريقي التونسي والتفكير والتركيز في لقاء الديربي، وأضاف أن نتيجة الفوز في اللقاء ستحدد المعالم الأولية للفريق للدفاع عن لقبه للموسم الماضي، مضيفا أن كل الاحتمالات تبقى واردة في مباراة الديربي، ويعتبر هذا الديربي الأول للمدرب الودادي. أما مدرب الرجاء الرياضي محمد فاخر، الذي لعب عدة ديربيات أمام الوداد الرياضي، فاستعد لمباراة الديربي بإقامة تربص إعدادي ثاني بالجديدة منذ أن تقلد مهمة تدريب الفريق الأخضر، واستغل توقف البطولة لتقوية مواطن القوة في الفريق ثم لمعالجة جوانب النقص و لملء كل الثغرات على مستوى الخطوط الثلاثة، كما ركز على الجانب النفسي للاستعداد لمباراة الديربي التي قد تكون بمثابة مفتاح حقيقي للنسور الخضر للمضي قدما نحو تحقيق المزيد من الانتصارات إن تحقق الفوز فيها على الغريم الودادي. **المعطيات التقنية لفريق الرجاء الرياضي لحدود الدورة 9 : يحتل الصف الرابع حسب النسبة العامة بمجموع 15 نقطة في 9 دورات، حقق 4 انتصارات منها اثنان داخل القواعد و اثنان خارجه، سجل 3 تعادلات منهما اثنان داخل الدارالبيضاء و واحد خارجها، مني بهزيمتين خارج القواعد أمام كل من فريقي شباب المسيرة والمغرب الفاسي في مرحلة الذهاب، هجوم فريق الرجاء الرياضي أقوى هجوم بتسجيله 11 هدف بينما دخلت مرماه 8 أهداف، طاقمه التقني لم يعرف الاستقرار، تم الاستغناء عن المدرب الفرنسي هنري ميشال بعد 5 دورات من انطلاق البطولة، انتصاران و تعادل وهزيمتان للفريق عجلت بالتعاقد مع الإطار الوطني محمد فاخر، العائد من تونس بعد سوء تفاهم مع المكتب المسير لنادي نجم الساحل التونسي، هذا الأخير أعاد الدفء للفريق الأخضر حيث سجل انتصارين وتعادلين. المعطيات التقنية لفريق الوداد الرياضي لحدود الدورة 9 : يحتل الرتبة الثالثة حسب النسبة العامة بمجموع 15 نقطة في 8 دورات، لم يجر الدورة الثامنة أمام فريق شباب الريف الحسيمي نظرا لأحداث الشغب التي عرفتها المباراة في حدود الدقيقة الثامنة ، حقق 4 انتصارات اثنان داخل القواعد واثنان خارجه، 3 تعادلات، وهزيمة داخل الدارالبيضاء أمام أولمبيك خريبكة، سجل 7 أهداف، ويعتبر دفاعه أقوى دفاع في الدوري المغربي، تلقت مرماه فقط 3 أهداف في 8 مباريات، طاقمه التقني لم يعرف الاستقرار، بعد تقديم المدرب البرازيلي دوس سانتوس استقالته، أسندت مهمة مدرب مؤقت لفؤاد الصحابي مدرب فريق الأمل، وبعد ذلك تعاقد الفريق مع المدرب الإيطالي الأصل والفرنسي الجنسية دييغو غارزيطو. من خلال سرد هذه المعطيات التقنية يظهر تقارب مستوى الفريقين على الورق، بيد أن مباراة الديربي البيضاوي، وكما أسلفنا الذكر لها طابعها الخاص وطقوسها التي تميزها عن باقي اللقاءات الوطنية، فالمعطيات التقنية للفريقين المسجلة في سبورة ترتيب البطولة الوطنية لن تتحكم في مجريات الديربي البيضاوي، لأن اللقاء الكلاسيكي بين الغريمين التقليدين يتطلب استعدادا بدنيا خاصا لمسايرة أطوار المباراة أمام جمهور غفير من الفريقين، ويبقى العامل النفسي المحدد الأكبر لنتيجة اللقاء، أي أن الفريق الذي سيتحكم في أعصابه بعيدا عن الضغط النفسي للقاء سيحسم النتيجة لصالحه، وذلك عن طريق فرض أسلوب وأساس لعبه، لجر الخصم للتراجع والدفاع عن معسكره، كما أن دور الجمهور سيكون فعالا من أجل جعل المباراة أكثر حماسا وتشويقا وإثارة .