شكلت المشاركة المغربية ضمن دورة البحر المتوسط محطة ثانية من التجربة الجنينية للمنتخب الوطني لكرة القدم داخل القاعة التي يقودها الإطار الوطني هشام الدكيك، هذا الأخير الذي استلم بالكاد مفاتيح الإدارة التقنية للنخبة المغربية أيام معدودة قبل المشاركة ضمن فعاليات بطولة شمال إفريقيا التي أقيمت بالقطر الليبي علي غرار الدوري المتوسطي الأخير، حيث شكل هذا الأخير المحطة التنافسية الثانية علي التوالي التي أتيحت فيها للمملكة الشريفة مناسبة أخري لتسجيل حضورها في حضيرة التباري الدولي، إلا أن مشاركة المغرب في هذه الدورة لم تتجاوز عتبة الربع علي إثر إقصائه أمام المنتخب الكرواتي الحائز علي لقب الدورة، وإذا كان من السابق لأوانه تقييم حصيلة أداء الإطار هشام الدكيك بحكم حداثة التحاقه بمقصورة التدبير التقني لمنتخب الكرة الخماسية، فإننا نسجل باعتزاز بالغ التتويج الرمزي الذي ناله الناخب الوطني بعد اصطفائه من طرف هيئة futsal planète المندرجة ضمن هيكل جهاز الفيفا لتأثيث الطاقم التقني لمنتخب الدورة وذلك رفقة اللاعب يحيي بايا الذي حظي بجدارة الانتساب لهذه التركيبة المنتقاة لنيل هذه الصفة الفخرية. إلا أننا بقدر ما نسجل هذه الخطوة المغربية بأحرف من ذهب باعتبارها ستعزز كشوفات المغرب في هذا الصنف الرياضي بقدر ما نتحفظ بشأن التصريح الذي أدلي به الناخب الوطني في أعقاب هذه النسخة المتوسطية عندما اعتبر المشاركة المغربية في مجملها بمثابة قيمة مضافة للعناصر الوطنية ستؤهلهم في المدي المنظور للتطلع إلي ولوج المنظومة العالمية !!؟ لست أدري ما إذا كان المدرب هشام الركيك تعوزه المعطيات التاريخية الكافية لاستحضار الريادة لنادي أجاكس القنيطري، ولا أدل علي ما نملكه من المعطيات الواردة ضمن الموقع الموسوعي wikipedia الذي يستعرض إنجازات هذا النادي المغربي المصنف بين عتاة الأمم العالمية وهو ملتحفا العلم المغربي، حيث يكفي التجول عبر ضفاف الشبكة العنكبوتية لنلامس الثقل الوازن الذي ظل يحتله المغرب علي مدي عقود بفضل أجاكس وسط خارطة تنافسية حارقة لم تكن تضم في ثناياها لا كرواتيا ولا حتي رديفاتها من المنتخبات المتوسطية التي شاركت في دورة البحر المتوسط وأربكت معطيات بعض المسؤولين". فهل من المستساغ الإجهاز علي رصيد فريق كان له الفضل بحكم تمرسه واستقامته في جعل الإتحاد الأوروبي لكرة القدم داخل القاعة يوافق إبان مؤتمر السنوي لعام 1995 علي منح المغرب امتيازا غير مسبوق بالنسبة للبلدان ذات العمق الإفريقي والعربي قوامه الإنضمام إلي حظيرة المنظومة الأوروبية لكرة القدم داخل القاعة، ناهيك عن منحة شرف استضافة الدورة الرابعة لكأس أوروبا للأمم.. أليس هذا كافيا للتأشير علي اعتراف الأنداد الأوروبيين بريادة المغرب في هذا الصنف الرياضي لاسيما أنه ظل علي امتداد عقد التسعينات لا يتوان في إشهار نوازعه الهيمنية ضمن المشهد الأروبي والأمريكي الجنوبي على حد سواء، وهنا يتعين استحضار الإكتساح المغربي لدوري السنوي الذي دأبت علي تنظيمه مدينة بون الألمانية طيلة العشرية التسعينية علاوة علي المشاركة الدؤوبة والرائدة برسم مونديال الأرجنتين سنة 1994 ثم مونديال المكسيك الذي أقيم سنة 1967 فضلا عن دورة بوليفيا سنة 2000، وتبقي المحطة الأكثر رمزية في مسار هذا النادي هو الإستقبال الذي خصه بابا الفاتيكان سنة 1999 لإدارة هذا الفريق تثمينا لدوره الحساس في تجسير قنوات التواصل الرياضي بين منظومتي الشمال و الجنوب، كما سبق لرئيس الفريق السيد محمد الجامعي أن توصل برسالتين تحملان في أعطافهما امتنانا وإشادة الديوان الملكي، الأولي كانت سنة 1994 علي عهد المستشار الملكي الراحل أحمد بنسودة، أما الثانية فقد كانت مؤرخة في31 يوليوز 1996 وحاملة لتوقيع المستشار الملكي أندري أزولاي. كل هذا مجرد غيض من فيض الإنجازات الخالدة في الكشوفات العالمية لهذا الصنف الرياضي لفائدة فريق عريق لكن للأسف أصبحت تتقاذفه أمواج الجحود واللامبالاة التي بلغت ذروة النزف في عهد المكتب الجامعي الذي لم يرف له جفن وهو يعمد إلي إقصاء نادي أجاكس القنيطري من بطولة الموسم الجاري ليكون بذلك قد بعثر أشلاء إرث رياضي ومؤسسي تفاني في مراكمة كل هذه الإشراقات، أما الناخب الوطني هشام الدكيك فبقدر ما أذكره برواية المغرب مع المنظومة العالمية بقدر ما أشيد بمناداته علي أحد لاعبي أجاكس للمشاركة في الدورة المتوسطية الأخيرة، فعلي الأقل هذا الاعتراف يوازيه اعتراف السيد حسن غويلة بكفاءة السيد الدكيك.