عندما قدم عبد العزيز أفتاتي استقالته من الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية عقب استغاثته بالسفارة الفرنسية في قضية الاستقواء بالأجنبي خلال صراعات انتخابية أصيب فيها المحامي نورالدين بوبكر، الحامل للجنسية الفرنسية، ظن البعض أن حزب العدالة والتنمية لا يقبل التلاعب بالقيم الوطنية، لكن الذي تم اكتشافه هو أن الحزب يلعب لعبة القط والفأر أو الانحناء للعاصفة حتى تمر، وبعد أن مرت سنة أعيد من بوابة المجلس الوطني إلى الأمانة العامة محمولا على الأكتاف. ولأن عبد العزيز أفتاتي يعتبر أن الضربة التي لا تقتل تقوي فإنه خرج قويا من تلك "المحنة" ليلعلن هذه المرة أنه وحزبه ومشايعيه مستعدون للزحف من وجدة إلى الرباط إذا لم تستجب وزارة الداخلية لمطالب حزب العدالة والتنمية والتي تخرج عن منطق التوافق، وأكد أفتاتي أنه لم يعد هناك مجال للنضال التاريخي والمتدرج والمحقق للإصلاحات ولكن الوقت وقت الطفرة، وإذا لم يتم الاستجابة للمطلب الحقيقي للعدالة والتنمية الذي ليس أقل من رئاسة الحكومة (الحكومة الإسلامية) فإنهم سيزحفون متخفين تحت حركة الشارع المغربي والربيع العربي، وقد سبق لحسن الداودي عضو الأمانة العامة للحزب أن قال إذا لم يفز حزبه بالرتبة الأولى فإنهم جميعا سيتحولون إلى حركة 20 فبراير. ويعرف أفتاتي جيدا ما يقول، فالزحف اعتمادا على حركة الشارع ممكن لكن ليس بشكل رسمي، إذ أكدت وقائع اعتقال صاحب مطبعة بالرباط أن حزب العدالة والتنمية موجود خارج حركة 20 فبراير علانية، ومن خلال تصريحات الأمين العام وموجود داخلها سرا من خلال حركة باراكا التي أسسها قياديون في الحزب والشبيبة. وفي تصريح صحفي لعبد العزيز أفتاتي مارس تلبيس إبليس مثله مثل رفاقه في الحزب، فقال إن بلاغ الرد الذي أصدرته الحكومة كتبه غيرها مستدلا على ذلك بوجود عبارة في البلاغ موجودة في ديباجة الدستور، وهنا نستشكل على أفتاتي بوجود كلمات أعجمية في القرآن الكريم مثل الصراط والقسطاس والنمارق وغيرها فهل كتبه الفرس والترك أم هو وحي من الله؟. وإذا كانت الحكومة كالأطرش في الزفة كما قال أفتاتي لماذا يجلس معها حزبه ويفاوضها، فهل أصبح بنكيران أحمقا حتى يحاور الطرشان؟.