ضربة جديدة تتلقاها السياحة المغربية التي عاشت على إيقاع المناظرة الوطنية الحادية عشرة الإثنين الأخير، ويتعلق الأمر بإلغاءات سفر وحجوزات المواطنين الفرنسيين بهدف الإقامة السياحية بالمغرب في أفق العطل المقبلة، وعلى رأسها عطلة نهاية السنة الميلادية التي تشكل فترة الذروة للقطاع السياحي المغربي، خصوصا أن السوق الفرنسي للسياح يعتبر على قائمة الوافدين إلى المملكة في هذه المناسبة كما على رأس قائمة ليالي المبيت. وقالت مصادر إعلامية إن ما بين خمسين إلى ستين في المائة من الأسفار في اتجاه المغرب ومعها الحجوزات في الفنادق ومراكز الإيواء المصنفة بالمغرب تم إلغاؤها. وزادت أن هذه الإلغاءات ارتفع معدلها مع نهاية الأسبوع الأخير وبداية الأسبوع الجاري. وربطت المصادر هذه الإلغاءات بالقرار الذي أعلنته وزارة الداخلية الفرنسية الأسبوع الأخير في إطار خطة وقائية من إرهاب محتمل للدولة الإسلامية في دول المغرب العربي، وهي الخطة التي شددت عليها السلطات الفرنسية لحماية رعاياها الذين اعتادوا التوافد على بلدان المغرب العربي وضمنها المغرب. وأضافت المصادر المذكورة استنادا إلى فاعلين في قطاع السياحة وبالضبط في قطاع وكالات الأسفار والفنادق، أنها المرة الأولى في تاريخ السياحة المغربية التي يعيش فيها القطاع مثل هذه الوضعية الصعبة، المتسمة بانعدام المسؤولية لدى السياح الأجانب والفرنسيين بالخصوص، على أعتبار أن القطاع سجل سابقة هذا الأسبوع، حيث سجل، تراجع الزبناء عن التزاماتهم، ارتفاعا كبيرا يؤكده العدد الكبير من الإلغاءات المتعلقة بالسفر إلى المغرب وصرف النظر عن قضاء العطلة فيه، خصوصا عطلة نهاية السنة الميلادية التي ترتبط بالاحتفالات بأعياد المسيح وظلت تشكل طوال سنين فترات انتعاش حقيقي للسياحة المغربية. ووفق ذات الفاعلين، فإن القطاع السياحي المغربي اعتاد أن يسجل في مثل هذه الفترة حركية كبيرة في الحجوزات إلا أن هذه الحركية التي اتسمت بالتراجع لأسباب مختلفة وأهمها تداعيات الأزمة المالية والاقتصادية زاد من حدتها عدد الإلغاءات للسفر في اتجاه المغرب وما ارتبط به من حجوزات مسبقة في الفنادق ومراكز الإيواء المصنفة في غالبية المدن المغربية وعلى رأسها مدن مراكش وأكادير وورزازات وفاس. وفي الوقت الذي اعتبر فيه المهنيون إلغاءات الحجوزات بالنسبة للسياح الفرنسيين التي تهدف إلى تغيير اختيار المغرب كوجهة سياحية لقضاء العطلة الشتوية، ضربة موجعة للقطاع السياحي المغربي، على الرغم من تعدد جنسيات الزبائن من السياح الوافدين على المملكة من مختلف بقاع العالم، ذهب فاعلون آخرون في القطاع ومهتمون إلى أن قرار الداخلية الفرنسية القاضي بحماية المواطنين من تهديدات إرهاب تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام في بلدان المغرب العربي يشكل واحدة من السياسات التي تذهب فيها السلطات الفرنسية إلى تضييق الخناق الاقتصادي على المغرب، علما أن غالبية السياح الفرنسيين يفضلون المغرب كوجهة سياحية مفضلة على باقي الدول المغاربية الأخرى، وفي مقدمتها الجزائر التي عرفت حربا بلا هوادة مع الإرهاب قرابة عقدين وتونس التي دخلت منذ مدة في تداعيات الربيع العربي. محمد عفري