حركة حماس ليست حركة مقاومة، ولكن خرجت منها مقاومة، فهي نشأت تحت اسم التجمع الإسلامي، سنة 1972 على يد أحمد ياسين، كان همها محاربة علمانية حركة فتح وإلحاد المنظمات الماركسية وفيما بعد ما أسمته الانحراف العقدي لحركة الجهادي الإسلامي، وكانت مهتمة بالدعوة، وبعد الانتفاضة تورطت في المقاومة التي وظفتها للعمل السياسي. وهي على عكس باقي حركات المقاومة الفلسطينية، التي نشأت كلها من أجل صد الاحتلال، ووظفت العمل السياسي والاجتماعي من أجل الهدف ذاته. لهذه الاعتبارات تختلف حركة حماس عن باقي الفصائل الفلسطينية، وقد ساعدتها الظروف الإقليمية في بناء مجد مقاوم وسياسي بسرعة لم تحظى بها المكونات الأخرى، وساعدها صعود المد الإخواني من الفوز بالانتخابات ومحاولة الانقلاب على السلطة الفلسطينية، إذ انتهى بها الأمر حاكمة على قطاع غزة. وبهذا المستوى أصبحت حركة حماس عنوانا للحرب والسلم. فهي ليست وحدها من قاوم العدوان على غزة. فقد شاركت فيه مكونات أخرى بمن فيها غير المعروفة. ومنها من أبلى البلاء الحسن. وشارك في المقاومة إسلاميون ويساريون وليبراليون. لكن الذي ظهر في الصورة هو حركة حماس. غير أن الانتصار المقاوم تم توظيفه بشكل طغياني خبيث. لا ينبغي أن تنسينا الاحتفالات والبهرجة عن واقع الأمر. لا بد من رصد السلوكات الداعشية لحركة حماس. فما الفرق بين إعدامات داعش وإعدامات حماس؟ لا يوجد فرق بين الإعدامات اليومية التي تمارسها الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، والتي تعدم لأسباب مختلفة، وبين الإعدامات التي أقدمت عليها حركة حماس في الآونة الأخيرة. بعد انتهاء العدوان على غزة وتوقيع اتفاق القاهرة بخصوص الهدنة ووقف إطلاق النار، خرجت حماس وفي غمرة الحماس إلى الشارع لتعدم مجموعة من الأشخاص بتهمة التجسس لصالح إسرائيل. في كل بلاد الدنيا هناك جواسيس وخونة، ولا بد من أن ينالوا جزاءهم. لكن الطريقة التي تعاملت بها حماس هي نفسها الطريقة الداعشية. طريقة يتم من خلالها التطويف بالشخص في الشارع وإعدامه بدم بارد. هذه دماء وأنفس محرمة ولا يمكن قتلها بهذه السهولة. كان ينبغي أن تقوم حماس بمحاكمة هؤلاء ومنحهم حق الدفاع. ومن تبت في حقهم أنهم خونة وجواسيس يتم إعدامهم أو الحكم عليهم بالمؤبد وغيرها. لكن الطريقة التي تم بها إعدام هؤلاء طريقة احتفالية وتسطيحية قد يتم استغلالها لتصفية حسابات. وقد حكت صديقة فلسطينية أن شخصا تم قتله بتهمة التجسس في وقت سابق تبين أنه بينه وبين أحد المقاومين خلاف شخصي، يتعلق بعلاقة ربطها المقتول بشقيقة القاتل. لدى حماس سلطة ومحاكم، لكنها توظف السلاح فقط. حماس داعشية لأنها تتلاعب بأرواح الفلسطينيين. أثناء الحرب أطلقت سراح السجناء باستثناء سجناء حركة فتح رغم استهداف الطيران الحربي الإسرائيلي للسجون بشكل خاص. حماس تلاعبت بالمساعدات ووزعتها على المنتمين إليها أو بيعت في السوق السوداء. هي حماس إخوانية وهابية تتغنى بغزة هاشم وتكفر هاشم. تؤمن بالانتخابات لكن سلوكات داعش ثاوية في عمق تكوينها الأول.