هل كان محمد عبادي، أمين عام جماعة العدل والإحسان، يعي ما يقول عندما اجتمع بإخوته وأصحابه بمدينة آسفي؟ هل هذا هو الخطاب الحقيقي للجماعة مغلف بخطاب آخر موجه للشارع؟ هل تؤمن الجماعة بالدولة المدنية وقيم الديمقراطية أم أنها ذات نزعة انقلابية؟ هل انتهت أسطورة التغيير السلمي لديها؟ وما غرضها من الدعوى إلى اختراق الجيش والأمن؟ لقد أورد موقع برلمان. كوم أن محمد عبادي الأمين العام لجماعة العدل والإحسان وعضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، قال إن سبب فشل تجربة الإخوان المسلمين بمصر، يرجع بالأساس إلى محدودية تسلل وتغلغل هذه الحركة داخل مؤسسات حساسة مثل الجيش والأجهزة الأمنية. وحتى لا تقع جماعة العدل والإحسان في الخطإ الذي وقعت فيه حركة الإخوان المسلمين بمصر، أكد عبادي على "ضرورة مواصلة جماعته العمل من أجل اختراق مفاصل والنواة الأساسية للدولة" أي الجيش والأجهزة الأمنية. وأضاف في لقائه التواصلي مع أتباع جماعته بمدينة أسفي، أن جماعة العدل والإحسان مصممة على مواصلة نضالها إلى حين تحقيق أهدافها، على الرغم من محاولات المخزن لإضعافها. إذا كانت الجماعة منذ تأسيسها تروج على أنها ضد العنف فما الجدوى من هذا الخطاب؟ إن خطاب عدم العنف انهار مع انهيار خطاب عدم التبعية للخارج. فعبادي ليس سوى عضو بالاتحاد العالمي للعلماء المسلمين، الذي يتزعمه يوسف القرضاوي داعية الإرهاب ومفتي القتل. إذن هذا التحول في توجه الجماعة جعلها أقرب للتيارات السلفية من الجماعات الصوفية، وظهرت هيمنة فتح الله أرسلان، السلفي المنشأ، وبالتالي فالجماعة تساند كل الحركات الإرهابية والتكفيرية، بل تعتبر ما تقوم به عملا أسطوريا. يقول المغاربة "الله ينجيك من المشتاق إلى ذاق"، فالجماعة جربت الخروج إلى الشارع في زمن الحريات، واشرأب عنقها ربما للعنف المسلح كما حدث في بعض البلدان، وهي التي ساندت التدخل الأجنبي في ليبيا بعدما ظلت لسنوات تلعن الاستكبار العالمي. فالعنف ليس غريبا على الجماعة وقد مارسته بالمتاح لها في الجامعات المغربية وأدى إلى قتلى وأعطاب، وهو عنف كان بالإمكان أن يتحول إلى ما هو أصعب لو أن الجماعة امتلكت القوة.