يتأكد يوما بعد الآخر الدور المهم الذي يمكن أن يلعبه المغرب في إفريقيا، وخصوصا على المستوى الديني، حيث يحظى أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس بمكانة كبيرة لدى المسلمين الأفارقة، حيث يعبرون عن وجود رابطة روحية بين أمير المؤمنين وبين المسلمين في إفريقيا. وأعلنت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية أن "أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس تفضل بالموافقة المولوية السامية على طلب المجلس الإسلامي النيجيري وهيئة الإفتاء بنيجيريا والمتعلق بتكوين أئمة من نيجيريا بالمملكة المغربية. وأعلن بلاغ للوزارة أنه "على إثر توصل مولانا أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس أعزه الله بطلب من المجلس الإسلامي النيجيري وهيئة الإفتاء بنيجيريا والمتعلق بتكوين أئمة من نيجيريا بالمملكة المغربية. تفضل مولانا الإمام حفظه الله ونصره بالموافقة المولوية السامية على هذا الطلب المرفوع لمقام جلالته من فضيلة الشيخ الشريف الابراهيم صالح الحسيني، رئيس هيئة الإفتاء والمجلس الإسلامي النيجيري، باسم العلماء وكذا الهيئات التي يرأسها في نيجيريا. كما تفضل حفظه الله بإعطاء أمره السامي بإخبار الجهة المعنية بهذه الموافقة المولوية على طلبها، وأمر حفظه الله وزير جلالته في الأوقاف والشؤون الإسلامية بدراسة الجانب الإجرائي والتطبيقي المتعلق بالاستجابة لهذا الطلب". توجد مدارس عديدة لتخريج الأئمة وتكوينهم، لكن لماذا تختار البلدان الإفريقية المغرب لتلبية احتياجاتها في هذا المجال؟ فبعد دولة مالي التي بعثت 500 إمام لتلقي التكوين الديني بالمغرب ها هي نيجيريا تحذو حذوها، وليس ذلك محض صدفة ولكنه إقرار بالدور التاريخي للمغرب في ترسيخ قيم الوسطية والاعتدال التي جاء بها الدين الإسلامي. ويعتبر المغرب رائدا في تشكيل مدرسة كلامية وفقهية تتميز بالتوسط في فهم الدين وفي الجواب عن النوازل دون إفراط ولا تفريط، وهي المدرسة التي بإمكانها أن تكون نموذجا لدى العديد من البلدان.