في إطار الجولة التي تقوم بها منظمة العفو الدولية بإسبانيا قدمت فريدة عراس شهادة تحت عنوان "باسمي أخي علي عراس"، بادئة شهادة بكونها ستتحدث عن 6 سنوات قضاها شقيقها رهن الاعتقال التحكمي، وهذه أول فرية لأن علي عراس يوجد رهن الاعتقال العادي بعد أن أصدر القضاء حكما ضده ب 15 سنة سجنا نافذا واستنفد كل مراحل المحاكمة العادلة. وقالت فريدة إن علي عراس مواطن مغربي من جنسية بلجيكية من مواليد 1962 بمدينة مليلية وعاش هناك 15 سنة قبل أن يلتحق بوالدته التي تعمل ببلجيكا، حيث عانى من التفكك الأسري حيث بقي والده يعيش في المدينة المغربية المحتلة. وأوضحت أن علي عراس قرر سنة 2005 هو وزوجته الاستقرار بالمدينة المذكورة حيث يعيش والدهم الذي تربطه علاقات جيدة بولده علي. وفي 2006 تم اعتقاله من طرف الحرس المدني الإسباني وترحيله إلى مدريد وتم إطلاق سراحه مقابل كفالة مالية. واعتقل عراس مرة أخرى في مليلية في أبريل عام 2008 بتهمة تهريب أسلحة من بلجيكا إلى الأراضي المغربية لتوجيهها إلى الشبكة الإرهابية التي يتزعمها البلجيكي من أصل مغربي عبد القادر بلعيرج. وكان المغرب قد تسلم علي عراس المشتبه في ضلوعه في الإرهاب، بناء على طلب تقدمت به السلطات المغربية لصلته بشبكة "بليرج"، وضلوعه في اعتداءات 16 ماي. وتحكي فريدة عن وصول شقيقها إلى المغرب، ومباشرة بعد وصوله إلى المطار تسلمته عناصر أمنية التي رمته في سيارة وحملته إلى ما أسمته معتقل تمارة السري حيث تعرض لكل أنواع التعذيب، وادعت تعذيبه عن طريق القنينة وحقنه بمادة خطيرة وأنه تعرض للضرب على رأسه حتى فقد السمع. لكن فريدة لم تستحي عندما تعود للحديث عن سماعه لأصوات التعذيب الذي مورس على معتقلين كانوا في نفس المعتقل. السؤال كيف تسنى له سماعهم وقد أثر التعذيب على سمعه؟ وحكت عن التعذيب الذي تعرض له بسجن سلا، غير أنه تم تقديمه للفحوصات الطبية التي أكدت أنه لا يوجد أثر للتعذيب على جسده وبالتالي يكون ذلك مجرد ادعاء، كما التقى المفوض الأممي الخاص بالتعذيب خوان مانديز الذي أكد بدوره أن ما قاله علي عراس مجرد ادعاءات. وتبقى حقيقة علي عراس غير تلك التي قالتها شقيقته، ففي إطار متابعة البحث، في هذه القضية، تم التحقيق في شهر مارس 2010 مع الجزائري امحمد بنرابح بنعتو الذي أكد أنه اشترى بمعية علي عراس قطعا حربية من مهرب سلاح كرواتي يقيم ببروكسيل وذلك خلال صيف 2005 ويتعلق الأمر بمائة مسدس من نوع ج.ب 9 ملم (GP9MM). و15مسدسا رشاشا من نوع كلاشنكوف وعدد كبير من الدخيرة و20 قنبلة يدوية (Grenade) ومتفجرات من نوع سمتكس وسي 4 (SEMTEX et C4) وأجهزة التحكم للتفجير عن بعد وعدة مناظر ليلية. وقد تبين من خلال هذا التحقيق أن عبد القادر بليرج هو من لعب دور الوسيط بين الجزائري بنعتو، والكرواتي على أن علي عراس هو من موّل هذه الصفقة. وتجدر الإشارة إلى أن محمد بنرابح بنعتو قد أمد علي عراس بمجموعة من الأسلحة ثم قام بإدخالها للمغرب وفق ما تم التصريح به في مسطرة البحث التي جرت مع المتهمين. ورغم ذلك تعود شقيقته لتقول إنه شخص مظلوم وتحاول أن تصوره على أنه مواطن يريد أن يعيش الحياة ناسية أنه تسبب في كوارث اجتماعية لا تحصى.