عبرت فعاليات مدنية عن شجبها لقرار البرلمان الأوروبي اعتماد تصرف تفويضي، ونظمت مساء أمس الجمعة وقفة احتجاجية أمام مقر بعثة الاتحاد الأوروبي بالرباط، وكانت لجنة الفلاحة بالبرلمان الأوروبي، اعتمدت الإثنين الماضي، تصرفا تفويضيا يقضي بتنزيل مشروع إصلاح التنظيم المشترك للأسواق، والذي يشمل تعديلات بنظام أسعار ولوج الفواكه والخضر المغربية للأسواق الأوروبية. وستكون لهذا التصرف انعكاسات كارثية على شروط ولوج منتجي الفواكه والخضر للأسواق الأوروبية، وبالخصوص صنف الطماطم، إذ سينتج عنه تراجع هام لحجم الصادرات بل حتى انهيار لإنتاج الطماطم بالمغرب، مع كل الانعكاسات الاجتماعية والاقتصادية الكبيرة المحتملة لهذا الأمر. ويذكر أن المغرب انخرط في عملية الاندماج الاقتصادي بالسوق الأوروبية وفق مقاربة تشاركية وتشاورية، مع الحفاظ على مصالحه وفق علاقة قوامها التوازن مع الاتحاد الأوروبي، وأن أي تغيير لقواعد اللعب مناقض لروح الشراكة الاقتصادية المعتمدة، ليشكل إشارة مقلقة بالنسبة لعلاقات الشراكة بين المغرب والاتحاد الأوروبي. وأصبح الاتفاق الفلاحي بين المغرب والاتحاد الأوروبي "غير متوازن"، بعد أن كان مبعث سرور المغرب إبان التوقيع عليه قبل عامين. من جهته طالب المغرب شريكه الاتحاد الأوروبي بالعمل على إيجاد، وبشكل سريع، حلول ملموسة للحفاظ على المكتسبات التعاقدية للمملكة وعلى التدفق التقليدي للصادرات المغربية من الفواكه والخضروات على السوق الأوروبية، معربا عن "القلق العميق" إزاء "التأثير السلبي" لهذه المقتضيات الجديدة، لاسيما تعديل نظام أسعار دخول الصادرات الفلاحية المغربية، خاصة الطماطم، إلى السوق الأوروبية. واعتبر مسؤول مغربي أن تعديل نظام أسعار دخول صادرات الفواكه والخضر المغربية للأسواق الأوروبية "إجراء مفاجئ وغير مفهوم من لدن شريك تاريخي مثل الاتحاد الأوروبي"، مضيفا أن "المضي في اتجاه تعديل نظام أسعار دخول صادرات الفواكه والخضر المغربية للأسواق الأوروبية يعد بمثابة تراجع عما وصلت إليه مفاوضات عبأت لفترة طويلة المسؤولين المغاربة والأوروبيين". وأضاف "لقد سررنا بتوقيع اتفاقية تميزت بكونها منصفة ومتوازنة وها هي اليوم قد تصبح غير متوازنة، بل "تتم مصادرتها" بسبب خطوة تتناقض تماما مع الشروط المتفق عليها"، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق "بعلاقة ثقة وشراكة دائمة، معرضة حاليا للتقويض"، محذرا من أن "هذا الإجراء المتخذ بشكل أحادي - مع العلم أنه يعني طرفين يربطهما اتفاق- يهدد قطاع الفواكه والخضر المغربي، لاسيما الطماطم التي يحكمها نظام للتصدير صارم للغاية، والذي قد ينهار ببساطة".