ظلت السلطات الجزائرية تردد من دون كلل ولا ملل بأن الأمن في مركب الغاز بعين أميناس مضمون أكثر مما يمكن لأي كان أن يتصور. اليوم ، وبعد الهجوم الدموي على الموقع "المحروس"، يتحدث العاملون الذين تمكنوا من النجاة من المجزرة التي خلفت 37 قتيلا وعدد من الجرحى ، عن خرافة الأمن المضمون في مركب الغاز الجزائري. تحكي ميرييل رافي، الناجية الفرنسية الوحيدة ،في مقابلة مع موقع "لوجورنال دو ديمانش" ، عن حقيقة هذه الخرافة التي سربتها السلطات الجزائرية من أجل ضمان استمرار الشركات الأجنبية بالموقع.لكن حبل الكذب قصير.وجاء الهجوم الدامي لمجموعة من المتطرفين على المركز لتفضح هشاشة الأمن بأحد اكبر مواقع إنتاج الغاز بالجزائر. تقول الفرنسية ، وهي ممرضة الحالات الاستعجا لية في الموقع المذكور،أنها لو كانت على علم بأن عملية احتجاز الرهائن خلال الهجوم على مركز الغاز بعين أميناس تم بسبب وجود تسهيلات وتواطؤات وكذا بضعف الأمن بالموقع،لما وضعت رجليها هناك :" لما وصلت إلى ذلك المكان، كانت أحداث الربيع العربي قد اندلعت ، وكان يقال لنا بأن الموقع أكثر أمانا وأن الجيش الجزائري هو المسؤول الوحيد عن الأمن من أجل حمايتنا .لكن ما لم نكن نعرفه هو أنه كانت هناك تهديدات إرهابية تستهدف مواقع النفط والغاز في الصحراء(جنوبالجزائر)" وأضافت ميرييل رافي"كنا نعرف أن مدير الأمن ، وهو بريطاني، كان يقوم بتحقيق حول قدوم رجال مسلحين إلى مكاتب المعمل(وهو شيء ممنوع تماما). وحين عدت من عطلة نهاية السنة، تم تمديد فترة حالة الطوارئ بساعة من دون تقديم أدنى تفسير." لما سئلت عن هذا الشخص ، وهو بول مرغان ، من أوائل العاملين بالموقع الذين لقوا حتفهم خلال الهجوم الإرهابي ، الذي التقاها قبل بدأ عملية احتجاز الرهائن ، ردت بأنه جاء ليخبرها بأنه سيقوم بآخر مهمة له قبل أن يغادر الموقع، خاصة أن الأمن لم يعد تحت السيطرة ، وأنه لم يعد بإمكانه مراقبة أي شيء. هذا الكلام الذي أسره لي مدير الأمن زاد من قلقي، لكني لم أتمكن لحظتها من التفكير فيما قاله لي لأنني كنت منهمكة بموضوع يتعلق بإجراء تمارين على وقوع حادثة كبيرة التي لا أعرف كيف تم إلغاؤها في آخر دقيقة."