القاهرة، 16 يونيو/حزيران (إفي) : بعد مرور قرابة شهر من التكهنات حول الزعيم المرتقب لتنظيم القاعدة، عقب مقتل أسامة بن لادن، تحول المصري، أيمن الظواهري، إلى قائد الشبكة الإرهابية التي نفذت تفجيرات في العديد من دول العالم. وأشار مركز (سايت) الأمريكي لمراقبة المواقع الإسلامية على الانترنت اليوم، إلى بيان حمل توقيع (تنظيم قاعد الجهاد/القيادة العامة)، ذكر فيه أنه "بعد استكمال التشاور، تعلن الجماعة تولي الشيخ أيمن الظواهري (الرجل الثاني في القاعدة) مسئولية إمرة الجماعة". وشددت القاعدة في البيان الذي صدر اليوم، على استمرار حربها على "المعتدين على ديار الإسلام، بقيادة أمريكا وإسرائيل". بالإضافة إلى ذلك، أشار البيان إلى المفاهيم الرئيسية للجماعة، وفي مقدمتها، الدفاع عن الإسلام في أي دولة. كما أكدت القاعدة على دعمها للشعوب المسلمة التي تكافح ضد فساد الأنظمة في بلدانها. وتقول القاعدة "إننا نؤيد وندعم انتفاضة شعوبنا المسلمة المقهورة التي ثارت ضد الفاسدين الذين عذبوا أمتنا في مصر وتونس وليبيا واليمن والشام (سوريا)، والمغرب". وأضاف "إننا نحث الشعوب المسلمة الأخرى لمواصلة الكفاح ضد الأنظمة الفاسدة التي يفرضها الغرب". ويؤكد التنظيم على أن "التغيير لن يتحقق حتى تتحرر الأمة من كل أشكال الاحتلال والهيمنة والسيطرة العسكرية والاقتصادية والثقافية والقضائية التي يفرضها الغرب". وعرضت القاعدة التعاون مع الجماعات الإسلامية الأخرى من أجل مكافحة ما أطلقت عليه مكافحة "الأنظمة الفاسدة". وتعود علاقة الظواهري، وهو طبيب ينتمي لأسرة ثرية في مصر، ببن لادن إلى ما قبل هجمات القاعدة على الولاياتالمتحدة في سبتمبر/أيلول 2001 التي كانت سببا للغزو الأمريكي لأفغانستان والعراق. ولعب الظواهري (60 عاما) دورا بارزا في قيادة القاعدة لأكثر من عشر سنوات، وكان ينظر إليه باعتباره الذراع اليمنى لبن لادن، وحتى قبل إعلان توليه إمارة القاعدة رسميا، كان الظواهري يعد المخطط الرئيسي لخطط وعمليات التنظيم. وتلقى الظواهري (من مواليد يونيو/حزيران 1951) تعليمه الأولي في مدارس مصر الجديدة والمعادي (وهما من الأحياء الراقية في القاهرة) قبل أن يلتحق بكلية طب القصر العيني جامعة القاهرة ويتخرج فيها عام 1974 بتقدير جيد جدا. ثم حصل على درجة الماجستير في الجراحة العامة عام 1978 ، وفي العام التالي تزوج من إحدى خريجات قسم الفلسفة بكلية الآداب في جامعة القاهرة وأنجب منها أربع بنات وولدا واحدا. ويعد الظواهري أبرز مؤسسي وزعماء تنظيم "الجهاد الإسلامي"، وهي جماعة مسلحة لجأت إلى استخدام العنف لمحاربة نظام الرئيس الراحل أنور السادات، ثم خلفه الرئيس السابق حسني مبارك. وكان أول ظهور له على المستوى الإعلامي عقب أحداث اغتيال السادات يوم 6 أكتوبر/تشرين أول 1981 والتي اتهم فيها تنظيم الجهاد، وقد حكم عليه في تلك القضية بثلاث سنوات لحيازته سلاحا غير مرخص. وبعد الإفراج عنه سافر إلى عدة دول مثل الولاياتالمتحدة والسعودية وباكستان والسودان قبل أن يستقر به المقام في أفغانستان.(إفي)