حين وقفت القوات العمومية المغربية أمام مجموعة من انفصاليي الداخل المسخرين من طرف زعماء الانفصال القابعين في الإقامات المكيفة بالجزائر، للقيام بتمثيلية "المشاغبين" الفاشلة أمام أنظار الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، كريستوفر روس، فإن دور ومهمة تلك القوات كما هو الشأن في جميع دول العالم هو الحفاظ على أن تمر زيارة المبعوث الأممي في أجواء جيدة وعادية، وفي نفس الوقت السهر على استتباب الأمن بالمنطقة. لكن المشاغبين، الذين فشلوا في تأدية الدور المحدد لهم، بكل تفاصيله التآمرية، بدأوا في رشق عناصر الأمن بالحجارة وبكل ما تملكه أيديهم من سكاكين وخناجر وسواطير و"مقالع"، إلى جانب القيام بتدمير وتخريب المرافق والمنشآت العمومية والممتلكات الخاصة للمواطنين. الجديد الذي تفتقت عنه حيل الإرهابيين تمثلت في نماذج نذكر منها على سبيل المثال تهديد المدعو أحمد محمود هدي الملقب ب"الكنان" وهو ناشط في صفوف "البوليساريو"، ومن ذوي السوابق، لعناصر الأمن بواسطة السلاح الأبيض واستفزازهم بعبارات نابية وذلك على مسمع ومرأى من المواطنين بشارع السمارة بحي "معطى الله" بمدينة العيون زوال يوم 19 أكتوبر 2013. وكان قد غادر بيته صباحا وبحوزته مدية بدعوى أن شقيقه تعرض لإصابة خلال تدخل قوات الأمن. أما النموذج الأكثر إثارة، فيتمثل في ارتداء عصابة من الانفصاليين زيا يشبه الزي الرسمي للقوات العمومية، وتوجهوا إلى الأحياء المعروفة بتأييدها للوحدة المغربية لتعيث فيه فسادا وتمارس الإرهاب بمختلف أشكاله، من اعتراض المارة وتوجيه الكلام النابي إليهم. ولم يقفوا عند هذا الحد، بل سارعوا إلى انتهاك حرمة المنازل، وسرقة ما بها بدون أن يترددوا في تعنيف وضرب أصحابها أمام زوجاتهم وأبنائهم، وعلى الأخص من حاول الدفاع عن نفسه أو عن حرمة منزله، إلى جانب بث الخوف والهلع في صفوف السكان. أمام هذه الوضعية، أصدرت ولاية جهة العيون بوجدور الساقية الحمراء بلاغا قالت فيه إنه في إطار جولته للمنطقة، حل السيد كريستوفر روس، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، بمدينتي العيونوالسمارة، حيث التقى في مدينة العيون بوالي جهة العيون بوجدور الساقية الحمراء، وبمدينة السمارة مع عامل الإقليم، إضافة الى شيوخ القبائل والمنتخبين وبعض الفعاليات المحلية بالمدينتين. وأوضح البلاغ أن بعض العناصر، وجريا على عادتها، حاولت التشويش على هذه الزيارة بافتعال أعمال الشغب والعنف وإلحاق أضرار بالممتلكات الخاصة والعامة لاستفزاز قوات حفظ النظام ليتسنى لها بعد ذلك اتهامها بالاعتداء عليها وانتهاك الحقوق. وأكد البلاغ أنه في عشية يوم السبت 19 أكتوبر 2013، قام حوالي 400 شخص موزعين على مجموعات تضم ما بين 20 و80 فردا، وفي أماكن متفرقة بمدينة العيون، بمحاولة التجمهر في الشارع العام بدون ترخيص، وشرعوا في رشق القوات العمومية بالحجارة والزجاجات الحارقة وإضرام النار في إطارات السيارات، كما أقاموا متاريس في بعض الأزقة، معرقلين بذلك حركة السير والجولان. وقد تعاملت القوات العمومية مع هذه الاستفزازات وأعمال الشغب، يضيف البلاغ، بكل مسؤولية ورزانة وضبط النفس وفي احترام تام للقوانين الجاري بها العمل. وقد أسفرت أعمال الشغب هاته عن إصابة خمسة (05) عناصر من قوات حفظ الأمن بجروح نقلوا على إثرها الى المستشفى لتلقي العلاجات الضرورية. وكالعادة، روَّج بعض الأشخاص، ذوو النوايا السيئة، إشاعات مغرضة مفادها أن قوات الأمن قامت بمداهمة بعض المنازل، الشيء الذي تنفيه ولاية العيون نفيا قاطعا، كما تؤكد أن أي تدخل للقوات العمومية خارج القوانين سيتم معاقبته بكل صرامة.