ظهرت بوادر أزمة بين عبد الإله بنكيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية وشبيبة الحزب مساء أول أمس أثناء افتتاح فعاليات الملتقى الوطني التاسع لشبيبة العدالة والتنمية بالدار البيضاء تحت شعار "نضال مستمر لحماية الخيار الديمقراطي"، الذي بدأت أشغاله بالاحتجاج في حضور بنكيران مطالبة بطرد السفير المصري من الرباط عبر شعار "الشعب يريد إسقاط السفير المصري" كما تعالت أصوات الاحتجاج ضد افتتاح الملتقى بأغاني مجموعة السهام. وافتتح خالد بوقرعي الكاتب العام لشبيبة العدالة والتنمية هذا اللقاء بكلمة نارية مشيرا من خلالها إلى استعداد شبيبة العدالة والتنمية للدفاع بكل ما أوتيت من قوة وجهد والإصرار على دعم التجربة الحكومية لتحقيق مطالب الشعب. وأضاف بوقرعي "نحن هنا لمواجهة الكذابين، فالمغاربة لهم من الذكاء والنباهة ما يميز بين الصالح والطالح، وما يجعلهم لا يصدقون أكاذيب الزيادة في "غاز البوتان"، وأكاذيب كثيرة"، مشددا على أن "الشعب المغربي قال كلمته الفصل يوم 25 نونبر 2011، لأنكم في نظر الشعب المغربي لستم إلا فاشلين". وأضاف "لن يرهبونا بأخونة الدولة ومصرنة المغرب، نحن ديمقراطيون حقيقيون ونعلم الناس السياسة وأخلاق السياسة". وهوَّل بنكيران من خطورة وصعوبة المرحلة "بدون شك تُقاسمونني الشعور بأن اللحظة ليست عادية وليست سهلة، وأنا أخاطب شبيبة العدالة وضيوفهم الكرام في هذا الظرف الذي تعيش فيه منطقتنا اضطرابات قوية والذي نعيش فيه داخل حزبنا وداخل وطننا تداعيات قلت أو كثرت". ليعود بنكيران من جديد ويتقمص دور الإطفائي خلال كلمته التي ألقاها بين 3 آلاف من شبيبة العدالة والتنمية وليهدئ من غليان شبيبته هاجم من خلالها حميد شباط الأمين العام لحزب الاستقلال ووصفه "بالدرّي". وأضاف بنكيران أن من حقه أن يطالب بحل حزب العدالة والتنمية،متهما إياه بالانهزام في قوله "مادام قد انهزم في الانتخابات التشريعية الأخيرة أمام "دراري ديال العدالة والتنمية". ووجه بنكيران تساؤلاته بسخرية "هاد الأمين العام معرفتوش أشنو بغا من نهار طلع وهو كيسب وكيقذف"، مشيرا إلى أنه اختار ألا يرد عليه لكي لا يصبح "دري" هو أيضا، وترفعا أيضا. ولم يعلن بنكيران عن نتائج مفاوضاته لترميم الأغلبية مع صلاح الدين مزوار رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، مشيرا إلى أنها ما تزال متواصلة وإذا فشل في ذلك سيعود للملك. ولمح بنكيران لانتخابات سابقة لأوانها بقوله "إذا كانوا يرون أن الحكومة غير قادرة على القيام بواجبها فيمكنهم أن يدعوا إلى انتخابات سابقة لأوانها، مشددا في السياق ذاته "نحن غير متمسكين بهذه المسؤولية، ولكننا مستمرون مادام ذلك في مصلحة البلد، لأن بلدنا عزيز علينا ومستعدون للتضحية بكل شيء من أجله". وغازل بنكيران المعطلين حاملي الشهادات العليا معلنا أنه أكثر من أي أحد تعاطفا معهم في قوله "أنا أكثر منكم تعاطفا مع المعطلين" معلنا صواب قراره حين منع التشغيل خارج إطار إجراء مباريات مضيفا أن الحكومة التي يقودها حزب العدالة والتنمية اتخذت عددا من الإجراءات لصالح الشعب.