نقل صلاح الدين مزوار، رئيس التجمع الوطني للأحرار، خلاصة مداولات المجلس الوطني الذي انعقد الجمعة الماضي في بوزنيقة وأقر المشاركة في الأغلبية الحكومية بقيادة حزب العدالة والتنمية، ووفق مصادر مطلعة فإن اللقاء الذي جمع بين عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، وصلاح الدين مزوار بحضور عبد الله باها، كاتم أسرار بنكيران ووزير الدولة تناول العديد من القضايا المتعلقة بتصور كل طرف للحكومة المقبلة وبدا بنكيران متشبثا بترميم الحكومة، بما يعني طلب من التجمع الوطني للأحرار تعويض وزراء حزب الاستقلال المستقيلين، غير أن تدخل مزوار أبدى تشبثا بإعادة هيكلة الحكومة وإعداد برنامج حكومي جديد والمصادقة عليه من قبل البرلمان. واعتذر عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، في وقت سابق لصلاح الدين مزوار، رئيس التجمع الوطني للأحرار، عما صدر في حقه وحق حزبه، وقال بنكيران، الذي استقبل مزورا على مائدة الفطور مساء أول أمس الثلاثاء، إنه لم يكن موافقا على الهجومات العنيفة التي شنها بعض القياديين في حزب العدالة والتنمية ضد صلاح الدين مزوار متهمين إياه بالحصول على علاوات أيام ترؤسه لوزارة المالية خارج القانون، وقاموا بتسريب وثائق تهم تعويضات وزير المالية والخازن العام. وشدد بنكيران على أنه لم يكن موافقا على ما يروج له قادة الحزب الإسلامي وأنه يعتبر حزب التجمع الوطني للأحرار حزبا وطنيا، وكان يود لو شارك معه في الحكومة منذ تعيينه رئيسا للحكومة من قبل جلالة الملك محمد السادس، وأبدى رئيس الحكومة تقديره واحترامه للتجمع الوطني للأحرار بتاريخه ورموزه وعطاءه ومساهماته في بناء البلاد. والتقى عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، صلاح الدين مزوار، رئيس التجمع الوطني للأحرار، في وقت سابق بشأن مواصلة المفاوضات حول تشكيل أغلبية حكومية جديدة، ويصر التجمعيون على حقائب وازنة من قبيل المالية والتجهيز والمعادن. وتتوزع التجمع الوطني للأحرار أربعة أجنحة تفترق في وجهات النظر حول طبيعة المشاركة في حكومة بنكيران وفي توزيع الحقائب الوزارية، ويوجد على رأس هاته التيارات مجموعة رواد الحزب، المكونة من نجيب الزروالي الوارثي، الوزير السابق وسفير المغرب السابق بتونس، وعبد العزيز العلوي الحافظي، رئيس الفريق النيابي السابق والمعروف بالحرب التي خاضها ضد محمد بنطالب وعصمان أيام الحسن الثاني، وقد تم طرده ببلاغ للحزب وتمت إعادته إلى صفوف الحزب ببلاغ، ومحمد بنطالب، الذي سبق اعتقاله في حملة التطهير التي قادها إدريس البصري سنة 1996، وكان هو الآمر الناهي في التجمع الوطني للأحرار وصانع الوزراء والسفراء والدواوين، واحمد الغساسي وعبد السلام زنيند، وتنسق هذه الشخصيات مع مؤسس الحزب أحمد عصمان لمتابعة ما آل إليه التجمع ومن أجل الضغط في إطار المشاورات الجارية حول الحكومة. والتيار الثاني يمثله صقور الحزب وعلى رأسهم مصطفى المنصوري، الرئيس السابق للحزب، والطالبي العلمي وأنيس بيرو ومحمد أوجار ومنصف بلخياط، غير أن هؤلاء الصقور لا ينسقون فيما بينهم، وكل واحد منهم يتحرك لذاته، فبلخياط ينسق مع بنطالب مستغلا في ذلك منسقية التجمع بالدارالبيضاء، وأوجار ينسق مع المنصوري ورجالات الريف. أما أنيس بيرو، الوزير السابق في الصناعة التقليدية، فهو يبحث عن السياسة الهادئة ولا يحب المناورة ويعرف أن المنصب إذا كان من حقه فسيصل إليه خصوصا وأنه يحمل معه تجربتين ناجحتين في محاربة الأمية وفي الصناعة التقليدية لذلك يفضل ألا يتموقع بين التيارات. والتيار الثالث يضم الشباب وعلى رأسهم البرلمانية مباركة بوعيدة، التي بدأت في الترويج لذاتها من خلال مقالات صحفية، رغم أن تكوينها وممارستها السياسية كافية لتمنحها منصبا وزاريا، ونعيمة فرح التي تعتبر نفسها من أقدم نساء الحزب وحسن عكاشة الذي يتكئ على تاريخ عائلي حيث يعتبر والده الراحل مصطفى عكاشة من مؤسسي التجمع الوطني للأحرار. أما التيار الرابع فهو مجموعة من الشباب التي لها ارتباط إما بالرواد أو بالصقور.