نظم أول أمس الخميس، بالمعهد الملكي للشرطة بالقنيطرة حفل لتخليد الذكرى السابعة والخميس لتأسيس الأمن الوطني٬ تحت شعار "الأمن الوطني انفتاح٬ تواصل وتنمية". وفي مستهل الحفل استعرض العنصر وزير الداخلية الذي كان مرفوقا بين الشرقي اضريس الوزير المنتدب لدى وزير الداخلية، وبوشعيب أرميل المدير العام للأمن الوطني، تشكيلة من مختلف أفواج الشرطة الذين يتلقون تكوينهم بالمعهد الملكي للشرطة بالقنيطرة. وبهذه المناسبة ألقى المراقب العام٬ مدير المعهد الملكي للشرطة علي أمهاوش كلمة باسم المدير العام للأمن الوطني، استعرض من خلالها مختلف المشاريع التي تم إنجازها وكذا تلك التي توجد قيد الإنجاز أو المبرمجة من طرف المديرية استجابة لتطلعات المواطنين في مجال الأمن. وأكد أمهاوش أن التحديات الأمنية في منطقة الساحل والصحراء والمتصلة بشكل مباشر مع الأمن الاستراتيجي للمغرب٬ كلها معطيات فرضت على المديرية العامة اعتماد استراتيجية مندمجة تقوم على الاستثمار الجيد في العنصر البشري٬ وتدعيم فرق الشرطة العلمية التقنية ورفع نسبة اليقظة والأمان في المراكز الحدودية وتوطيد ثقافة الانفتاح والتواصل مع المحيط المجتمعي من خلال التأسيس لشراكة مثمرة مع مختلف الفاعلين في مجال تدبير الأمن. وأشار في هذا الصدد إلى أن المديرية ولتحقيق هذه الرهانات جعلت في صلب استراتيجيتها تعزيز قدرات العنصر البشري٬ حيث تخرج من المعهد الملكي للشرطة 2876 متدربا برسم سنة 2012، كما تم برسم السنة ذاتها توظيف 181 إطارا من مهندسين وتقنيين متخصصين وتقنيين. ونظرا لأهمية التكوين التخصصي في صقل الكفاءات المهنية والرفع من جودة الخدمات الأمنية٬ يشير أمهاوش إلى أنه تم تكوين 892 موظفا في تخصصات أمنية مختلفة همت الشرطة التقنية والعلمية وشرطة الخيالة ومروضي الكلاب البوليسية وشرطة الحدود وحماية الأسرة ومكافحة الجرائم الاقتصادية والمالية والجرائم الإلكترونية ورفع الكفاءات وتعزيز القدرات في ميدان السير والجولان. كما ذكر في السياق ذاته بأن مختلف المصالح الأمنية المركزية واللاممركزة أشرفت منذ بداية السنة المنصرمة على تنظيم دورات تكوينية استفاد منها ما يزيد عن 19 ألف موظفا للأمن في ميادين تكوينية مختلفة منها شرطة المرور والضوابط المهنية أثناء ضبط وزجر المخالفين. وتكريسا لانفتاحها على المجتمع المدني وترسيخا لسلوك المواطنة والوقاية من الانحراف في الأوساط المدرسية، أبرز المراقب العام أن المديرية عملت بشراكة مع وزارة التربية الوطنية وفعاليات المجتمع المدني ذات الاهتمام بحقل التربية وحماية الشباب٬ على تكوين مكونين في الميدان البيداغوجي من بين رجال الأمن للقيام بتلقين مبادئ في التربية المرورية وسلوك المواطنة ومكافحة استهلاك المخدرات والعنف المدرسي والعنف في الملاعب لفائدة التلاميذ بالمؤسسات التعليمية الابتدائية والإعدادية والثانوية٬ حيث بلغ عدد المستفيدين لحد الآن ما يفوق 484 ألف تلميذا موزعين على أكثر من 3600 مؤسسة تربوية. وأبرز أن المغرب التزاما منه بالاتفاقيات الدولية المتعلقة بالتعاون الأمني والقضائي وتعاونه الفعال والإيجابي مع مختلف المنظمات الدولية والإقليمية ذات الصلة بمكافحة الجريمة في بعدها العابر للحدود٬ عمل على تعزيز تعاونه الأمني مع الدول الشقيقة والصديقة ومع سائر المنظمات الأمنية٬ مشيرا في هذا السياق إلى أن المديرية نظمت منذ بداية سنة 2012 إلى غاية اليوم بتعاون مع شركائها الدوليين والإقليميين٬ 111 دورة تكوينية استفاد منها 934 موظفا للأمن في عدد من الميادين. وتميز الحفل٬ الذي حضره العديد من الشخصيات المدنية والعسكرية٬ بتقديم رجال وضباط الشرطة المتدربين من الجنسين عروضا مختلفة ومتنوعة تبرز مدى المهنية والاحترافية والجودة العالية التي تطبع التدريبات والتكوينات التي يتلقونها بالمعهد من أجل تمكين رجال الشرطة من الكفاءات والمهارات الضرورية لأداء واجبهم على الوجه الأكمل. وشملت هذه العروض تقنيات التدخل في حالة الاعتداء واختطاف رهائن وحماية الشخصيات السامية وتفكيك وتدمير المتفجرات. وقد توج هذا الحفل بتوشيح صدور عدد من رجال الأمن بأوسمة ملكية اعترافا بالمجهودات التي بذلوها في أداء مهمتهم في سبيل تحقيق الأمن والاستقرار والسهر على حماية وضمان سلامة الأشخاص والممتلكات.