كشفت التحقيقات التي تباشرها السلطات الأمنية بمدينة العيون، حاضرة الصحراء المغربية، عن تورط انفصاليي الداخل في عمليات واسعة لتجييش عدد من قطاع الطرق والمجرمين والعاطلين عن العمل في أعمال العنف التي شهدتها مدينة العيون وعدد من المدن الصحراوية الأخرى قبل أيام. وأسفرت التحريات التي تقوم بها السلطات الأمنية بإشراف من النيابة العامة مع ستة معتقلين، من ذوي السوابق في قطع الطريق والسرقة والاتجار في المخدرات والتهريب، على وجود شبكة منظمة داخل المدن الصحراوية تشرف عليها أميناتو حيدر وإبراهيم دحان، اللذان وظفا عددا من المجرمين والأطفال والنساء مقابل مبالغ مالية وصلت إلى 200 درهم. وأفضت تصريحات الموقوفين الذين تتهمهم السلطات، بأنهم كانوا محرضين على أعمال العنف، والقيام بأعمال الشغب والنهب والتي خلفت أضرارا جسيمة في الأرواح والخسائر المادية، أن التعويضات اليومية التي كان يتلقاها البعض كانت كبيرة جدا، إذ كان السيناريو المعد سلفا بتنسيق مع المخابرات الجزائرية من خلال محرز العماري الذي يشرف على اللجنة الوطنية الجزائرية لدعم الشعب الصحراوي، يقضي بإثارة الفتن والقلاقل ومحاولة تصوير ما يحدث على أنه تجاوزات أمنية من الجانب المغربي، وذهبت المخابرات الجزائرية في تنفيذ مخططها عبر توظيف مكاتب البوليساريو في الأقاليم الجنوبية، خصوصا لجنة الدفاع عن الصحراويين التي تتزعمها أمناتو حيدار، وتجمع الصحراويين المدافعين عن حقوق الصحراء التي يتزعمها إبراهيم دحان ودجيمي الغالية، حيث بلغت التعويضات المالية التي خصصتها المخابرات الجزائرية 1500 درهم يوميا في حال كان هناك مشهد بطولي لأحد هؤلاء المجرمين، من خلال لعب دور الضحية وتصوير رجال الأمن وهم يعتدون على أحد هؤلاء المشاغبين، حيث كان الهدف من وراء ذلك هو تسويق تلك الصور لدى الإعلام الغربي المؤيد للأطروحة الانفصالية، وبعض المنظمات الحقوقية الدولية التي تؤيد الانفصاليين من قبيل مؤسسة روبرت كينيدي التي تتزعمها كيري كينيدي صديقة أميناتو حيدار. وأكدت التحقيقات التي تمت مباشرتها بعد استعادة الأمن والهدوء داخل المدن الصحراوية، اعتراف المشاغبين الستة، بكونهم وضعوا خبرتهم الإجرامية رهن إشارة "المدافعين عن حقوق الإنسان"، بهدف الاعتداء على القوات العمومية، وفضحت التحقيقات مجموعة من الأسماء التي استغلت الأوضاع الاجتماعية المزرية لعدد من المراهقين والنساء من أجل تعبئتهم للاعتداء على قوات الأمن، أو فتح بيوتهم أمام هؤلاء المشاغبين من أجل استغلالها في رشق قوات الأمن بالحجارة وهو ما أسفر عن جرح العشرات من قوات حفظ النظام، وقد تمكن ممولو الأحداث وعلى رأسهم أميناتو حيدار ونائبها علي سالم التامك وإبراهيم دحان وحمد حماد من تجنيد أسماء أخرى من قبيل إزانا أميدان وسيدي محمد علوات وحياة الركيبي ونكية الحواسي وسيدي السباعي، الذين عملوا على توظيف مراهقين ونساء من أوساط هامشية، كما قاموا بدور الوساطة من أجل زعزعة الاستقرار داخل المدن بتعليمات عليا من المخابرات الجزائرية، وقيادة البوليساريو سواء بتيندوف أو جزر الكناري حيث يتواجد عمر بولسان.