تسود حالة من الهدوء الحذر عاصمة الأقاليم الجنوبية العيون في أعقاب الأحداث الدامية التى شهدتها خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية. وإتهم خليل الدخيل_ والي جهة العيون بوجدور - الساقية الحمراء_ الانفصاليين باستغلال الأطفال والقاصرين ودفعهم إلى استفزاز الأمن مشيرا في لقاء مع الصحافة أول أمس بالعيون_ إلى أن الأحداث خلفت أكثر من 20 إصابة متفاوتة الخطورة في صفوف قوات الأمن العمومية. ميدانيا تؤكد كل القرائن الى أن جبهة الانفصاليين و من ورائها الجزائر ماضية في تنفيذ مخططها الهادف الى تهييج ساكنة المدن الرئيسية بالأقاليم الجنوبية بغية إثارة إنتباه وسائل الاعلام الدولية و إستثمار الاضطرابات لتشويه سمعة المغرب و تسويق ساكنة الأقاليم الجنوبية زورا في صورة ضحايا إنتهاكات حقوقية . و كان لافتا للأنظار زج مجموعة موالية للانفصاليين تتزعمها أمينتو حيدار للنساء و الأطفال للدخول في مواجهات جسدية بشرية مع قوات الأمن في الوقت الذي تتكفل فيه هواتف نقالة بتصوير مشاهد مفبركة و إرسالها الى مواقع موالية لجبهة الانفصاليين التي تسارع الى بثها بالشبكة . و كانت المجموعة الانفصالية المتسترة قد نشرت قبل أيام على دعوة لساكنة المدن الصحراوية للخروج الى الشارع إبتداء من مساء الاثنين الماضي إحتجاجا على قرار مجلس الأمن الأخير موهمة الجميع أن وفدا برلمانيا اوروبيا اضافة الى اعضاء من منظمة العفو الدولية سيشاركون في ذات التظاهرة . و قد فامت جماعات محدودة من إنفصاليي الداخل الى مهاجمة القوات العمومية بالعيون والسمارة بغرض إستفزازها و قامت أيضا برشقها بالحجارة .متسببة في جرح ما لا يقل عن ثمانية من عناصر القوات العمومية تم نقلهم إلى المستشفى العسكري بالعيون . وفي خطوة تمويهية مقصودة و مبيتة تظاهر عدد من الانفصاليين المعتدين بالإغماء والجروح التي نسبوها إلى قوات الأمن_ في الوقت الذي تتكفل فيه أمينتو حيدار بتسخير كاميرات سرية لتوثيق حالات الاعتداء الوهمية . وتتزامن أحداث العيون مع إنكشاف حقيقة مقاطع فيديو إستغلته رئيسة مؤسسة روبرت كينيدي الحقوقية الأمريكية للدعوة الى توقيع عريضة موجهة الى الرئيس أوباما في شهر أكتوبر الماضي لدفعه الى الضغط لدمج مراقبة حقوق الانسان ضمن مهام المينورسو . الشريط الدعائي المصور الذي تظهر فيها كيري كينيدي و هي تتحدث عن ما تزعم أنه " إنتهاكات حقوقية بالأقاليم الجنوبية " تأكد أنه يتضمن مقاطع من ثورة الشارع التونسي تم إقحامها عمدا بالشريط الدعائي الرسمي الصادر عن مؤسسة كينيدي , و هذه الحقيقة الفضيحة هي ما دفع السيدة كينيدي الى سحب الفيديو المفبرك من واجهة الموقع الرسمي لمؤسستها بعد تنبه متتعين الى المقاطع الملفقة المدرجة به .