لوبي الانفصاليين ربح معركة الدعاية الاعلامية وإنتشى فرحا بزيارة المبعوث الأممي لمنطقة تيفاريتي العازلة ذ.رشيد زمهوط دخل مركز روبرت كينيدي الاميركي عن بعد على خط التطورات الأخيرة بالمنطقة بعد زيارة المبعوث الأممي روس الأولى للعيون في طريقه الى مخيمات تندوف التي من المتوقع أن يقضي بها أربع أيام كاملة. و قال بلاغ للمركز ان الشرطة المغربية اعتدت الخميس الماضي في العيون، على الناشطة "الحقوقية" امينتو حيدار اثر لقائها كريستوفر روس الموفد الخاص لبان كي مون. و اكد المركز السبت الماضي لفرانس برس انها تلقت هذه المعلومة من حيدار نفسها مرفقة بشريط فيديو. وقالت مارسيلا مارغرين المسؤولة في مركز كينيدي لفرانس برس ان حيدر التي تناضل من اجل استقلال الصحراء الغربية “رميت ارضا وضربت وهددت بسكين من جانب الشرطة فيما كانت عائدة الى منزلها" بعد لقائها روس. واضافت مارغرين ان حيدر “اصيبت بكدمات في اسفل ظهرها وتعرضت سيارتها لاضرار". و كانت السلطات الأمنية المغربية قد فندت بشكل قاطع حادث الاعتداء المزعوم موضحة ان حيدار كانت احرقت اطارا قبل ان تطرق ابواب جيرانها مطالبة الشبان والاطفال بالتظاهر. ونقلت وكالة المغرب العربي للأنباء عن مصدر مسؤول في مدينة العيون ان قوات الامن المغربية لم تقترب من حيدار ولم تمسها، انطلاقا من ادراكها بانها تمارس التحريض. الواضح إذا أن مفعول التعبئة الدعائية الضخمة التي رتبتها كل من الجزائر و جبهة الانفصاليين قد أعطى ثماره على الأقل في نقل أخبار و تقارير مفبركة من داخل الأقاليم الصحراوية المسترجعة و بثها كمواد توثيقية مدلسة ضمن الحرب الإعلامية و الحقوقية الساعية الى تصوير فلول الانفصاليين بالعيون كضحايا أبديين للآلة الأمنية المغربية . من المؤسف أن الجزائر مثلت خصصت فريقا صحفيا كاملا لقناة فضائية جديدة أطلق عليها إسم توميديا نيوز لالتقاط بل و توظيب مقاطع فيديو مفبركة بالكامل و بثها فضائيا على أساس أنها توثيق حي لاعتداءات أمنية على مدنيين عزل يرفعون شعارات إنفصالية بقلب شوارع عاصمة الصحراء المسترجعة . بالعودة الى شريط فيديو حيدار الذي إعتد به مركز كينيدي لادانة السلطات المغربية و الذي يظهر أنه تم تصويره بشكل خفي من موقع موظب بعناية لزاوية التصوير بل و أن حتى المشاركين في السيناريو المصور تم تهييئهم بشكل مسبقا للاتيان بحركات تفيد تعرضهم للمسائلة و التفتيش الأمنيين نرى فعلا سيدة تلتحف بعباءة صحراوية مطروحة أرضا دون أن يظهر للمتتبع أن الأمر يتعلق فعلا بحيدار و بأمنيين مغاربة يقومون بفعل التعنيف المزعوم . و حتى السيارة التي تم عرضها بالشريط / الدليل و التي تم الزعم أنها تعود لحيدار و أن واجهتها تعرضت للتخريب فقد صورت في توقيت زماني مغاير لبقية الشري أي في الليل و هو ما يؤكد فرضية التضليل و التدليس المبيتة . خلاصة الأمر أن المقاربة الديبلوماسية لزيارة روس للمنطقة و إن حققت بعض المكاسب التي تمثلت في وضع مبعوث الأمين العام الأممي في جوهر و حقيقة مهام الوساطة التي يمارسها فإنها في المقابل كشفت عن قصور في فهم و إستيعاب التأثير و النفوذ المتعاظم للاعلام و للتقنيات الجديدة للتواصل في حسم العديد من الحروب و المعارك السياسية و الديبلوماسية , و حيث أن الأمر يتعلق في حالة ملف الوحدة الترابية بالشق الحقوقي فإن هذا القصور في التعبئة و الاستعداد لمواجهة الدعاية الإعلامية المضادة لخصوم المصالح المغربية يجب أن تتم بترتيبات أكثر راهنية و تحضيرات لوجيستيكية تستنفر كل الوسائل المتاحة و ما أكثرها للدفاع عن الحق المغربي من وضع أكثر حزما و ثقة في النفس و في ما نمتلك من قدرات لوضع الرأي العام الدولي في صلب الحقيقة الميدانية الساطعة التي يحاول خصوم وحدتنا الترابية بالتدليس و التضليل حجبها و التمويه عليها ,و قد فعلوا ذلك بامتياز في هذه المرحلة.