طالب فاعلون جمعيون ومؤطرون، من وزير التربية الوطنية محمد الوفا، زيارة المدارس النائية التي توجد في مناطق معزولة، وذلك ردا على تصريحات الوزير التي أدلى بها، يوم الثلاثاء الماضي، خلال حفل توقيع اتفاقية شراكة بين الوزارة وشركة مايكروسوفت، وقال غاضبون إن الوفا لا يعرف حقيقة المشاكل التي يعاني منها المؤطرون، الذين يجدون صعوبة في تدبير الزمن المدرسي، وكان الوفا حمل مسؤولية إغلاق الأقسام الوسائطية للأساتذة، موضحا أن الوزارة أدخلت الإنترنيت إلى جميع المدارس بما فيها النائية والمعزولة. وكشفت مصادر متطابقة أن الوضعية الراهنة بالمؤسسات التعليمية التي توجد في القرى، وحتى في ضواحي المدن، لا تشرف التعليم المغربي، حيث يعاني التلاميذ أوضاعا مزرية بسبب غياب الحد الأدنى من مستلزمات الدراسة، وأضافت المصادر أن نسبة الهدر المدرسي ارتفعت بشكل كبير هذه السنة، بعدما اضطر عدد من التلاميذ إلى الانقطاع عن الدراسة بسبب العزلة التي تفرضها أحوال الطقس، وأشارت المصادر إلى أن الوزير الوفا لا يعرف حقيقة الأوضاع التي تواجهها المدرسة المغربية في القرى والبوادي، وأضافت أن هناك عزوفا خطيرا عن الدراسة، وأن بعض التلاميذ يضطرون إلى الانقطاع بسبب غياب وسائل التنقل، مشيرة إلى أن التلاميذ لا يجدون حتى الوقت الكافي لإنهاء الزمن المدرسي. وانتقدت المصادر ذاتها طريقة تقييم المدرسة الوطنية، وقالت إن التلاميذ يحتاجون إلى تعليم جيد، وليس إلى الإنترنيت، الذي يبقى من الكماليات ومقصورا على بعض المؤسسات التعليمية، متحديا الوفا أن يزور القرى النائية في الأطلس الصغير والكبير ليقف على حقيقة التعليم المغربي. إلى ذلك كشفت المصادر ذاتها، أن كثيرا من مؤسسات التعليم تستغل البهائم لقضاء حاجياتها، بسبب غياب وسائل النقل وصعوبة التنقل في هذه المناطق، وأضافت أن كثيرا من الأساتذة والمؤطرين يضطرون إلى استئجار الحمير والبغال للوصول إلى المركزيات البعيدة، وهو ما جعلهم يعانون الأمرين، كما أن الإدارة التربوية تنقل تجهيزات المدارس عبر الحمير والبغال كما توضح الصورة التي توصلت بها الجريدة من إحدى المناطق البعيدة.