واصلت المحكمة العسكرية صباح أمس الأربعاء أطوار محاكمة معتقلي أحداث اكديم إيزيك الدموية بالاستماع إلى شهود النفي الذين طالبت بهم هيئة الدفاع والشهود الجدد الذين استدعتهم النيابة العامة، وكانت المحكمة أنهت مساء أول أمس الثلاثاء، الاستماع للمتهمين، حيث استغرقت جلسة الاستماع إلى المتهمين أربعة أيام٬ تمكن خلالها جميع المتابعين في هذا الملف من بسط الوقائع التي تتعلق بسياق وظروف أحداث اكديم إزيك٬ والتعبير عن آرائهم السياسية والرد عن أسئلة هيئة المحكمة والنيابة العامة والدفاع بخصوص التهم الموجهة إليهم. وتمكن القاضي الزحاف خلال جلسة الاستماع إلى الشهود من خلق أجواء مرحة من خلال مجموعة من القفشات التي كان يطلقها بين الفينة والأخرى، وهو ما مكن من خلق أجواء مرحة داخل القاعة عكس الأيام السابقة التي كانت تعرف بعض التشنجات، وقد تم الاستماع إلى خمسة شهود نفي اعتمدت عليهم المحكمة خاصة في ملفات نعمة أسفري وعبد الرحمان زيو وعبد الله التوباني، كما استمعت المحكمة إلى الشهود الجدد الذي أثبتوا الوقائع، وقدموا إفادات تؤكد تورط عدد من المتهمين في الأحداث، وقد عرفت جلسة أمس ورود اسم البرلمانية كجمولة بنت أبي، في إفادات أحد الشهود الذي أكد أن برلمانية حزب الكتاب توسطت لأحد المعتقلين، ليلة وقوع الأحداث من أجل ولوج المستشفى العسكري بالعيون للعلاج من حادثة سير تعرض لها. وشهدت وقائع جلسة أمس الأربعاء حضورا مكثفا للمراقبين، الذين يتابعون أطوار المحاكمة منذ انطلاقها في فاتح فبراير الجاري. وكان دفاع المتهمين تقدم خلال جلسة أول أمس الثلاثاء بمجموعة من الملتمسات منها إجراء خبرة طبية قضائية لأحد المتهمين يعهد بها إلى طبيب مختص محلف، وهو الملتمس الذي قررت المحكمة إرجاء البت فيه إلى حين الانتهاء من الاستماع لجميع المتهمين٬ فيما قررت رفض ملتمسات تتعلق بجرد المحجوزات ومعاينتها باعتبارها الأداة التي ارتكب بها الفعل الجرمي٬ ورفع البصمات الموجودة عليها ومقارنتها ببصمات أحد المتهمين. من جهة أخرى، أكد ملاحظون دوليون٬ أن محاكمة المتهمين٬ تجرى في "جو يطبعه الانفتاح من خلال حضور ملاحظين أجانب ووسائل إعلام وطنية وأجنبية"، وقال مايكل ايلمان٬ محام بريطاني عن الشبكة الأورومتوسطية لحقوق الإنسان٬ إن تتبع عدد كبير من الملاحظين الدوليين لهذه المحاكمة٬ فضلا عن تغطيتها من قبل وسائل إعلام مكتوبة ومرئية ومسموعة٬ إلى جانب حضور أسر الضحايا والمتهمين٬ يعكس أجواء الانفتاح التي تطبع هذه المحاكمة. وسجل إيلمان٬ بصفته ملاحظا مستقلا٬ أن رئيس المحكمة يتعامل خلال جلسة الاستماع للمتهمين٬ بنوع من السلاسة٬ من خلال تمكينهم من حرية التعبير٬ معتبرا أن المدة الطويلة لأطوار هذه المحاكمة "معقولة" بالنظر لطبيعة هذا الملف. يذكر أنه تم الاستماع إلى غاية صباح اليوم إلى 21 متهما من بين ال24 المتابعين على خلفية هذه الأحداث بتهم "تكوين عصابة إجرامية والعنف في حق أفراد من القوات العمومية الناتج عنه الموت مع نية إحداثه والمشاركة في ذلك والتمثيل بجثة"٬ وقد نفوا جميعهم التهم المنسوبة إليهم. من جانبه٬ أبرز اغوستان كيمادجو عن الجمعية الديمقراطية لرجال القانون الديمقراطيين ورئيس جمعية المحامين الأفارقة أن تمكين المتابعين في هذه القضية من حرية التعبير أمام محكمة عسكرية٬ يعد "مؤشرا إيجابيا بالنسبة لهيئة الدفاع من أجل مؤازرة موكليهم". وأضاف أنه لاحظ خلال جلسة الاستماع للمتهمين أن هؤلاء يحظون بالحيز الكافي من الوقت لبسط وقائع هذه النازلة بكل تفصيل والرد على أسئلة المحكمة والنيابة العامة والدفاع. وتابع أنه يحضر أطوار هذه المحاكمة بصفته ملاحظا للاطلاع على مجرياتها من حيث الإجراءات المسطرية وليس من حيث الوقائع٬ مضيفا أنه ينتظر من هذه المحاكمة إحقاق العدالة.