أبدى قياديون داخل الاتحاد الاشتراكي رفضهم القاطع لعودة محمد الساسي إلى حظيرة الاتحاد الاشتراكي، وذلك في إطار المشروع الذي أطلقه الكاتب الأول إدريس لشكر لإعادة توحيد العائلة الاتحادية. وقالت مصادر مقربة إن موقف هذه القيادات نابع من كون الساسي لم يقم بأي مراجعة لأفكاره السياسية التي جعلته يغادر الاتحاد، ويؤسس تيار الوفاء للديمقراطية الذي اندمج فيما بعد مع أحزاب يسارية أخرى، ويكون معهم حزب الاشتراكي الموحد. وأوضحت المصادر أن بعض الجهات وضعت ما يشبه "فيتو" حول أي نقاش يمهد لعودة الساسي، الذي وصفته بأنه الرجل الثاني في حزب نبيلة منيب، مشددة على أن الوضع السياسي الراهن لا يسمح بوجود الساسي داخل الاتحاد الاشتراكي الذي تحول من مناهضة المخزن، إلى المطالبة بمأسسة الدولة وفق أسس دستورية وديمقراطية واضحة المعالم، مشددة على أن الانصهار داخل الاتحاد الاشتراكي يجب أن يكون على هذا الأساس وليس إلا. وكانت أخبار تحدثت في وقت سابق عن وجود مفاوضات غير مباشرة من أجل تقريب وجهات النظر في أفق عودة الساسي إلى حزب عبد الرحيم بوعبيد. وقالت المصادر إن أي مفاوضات من هذا النوع سيكون مآلها الفشل خصوصا أن هناك كثيرا من التقاطعات التي تجعل أمر عودة الساسي مستحيلا. في السياق ذاته، نفت مصادر حزبية وجود أي اتصالات مع أي حزب من الأحزاب التي تحسب على العائلة الاتحادية. وقالت المصادر ذاتها إن اللقاءات التي تمت بين قيادات هذه الأحزاب لم تخرج عن إطار تبادل الآراء، وكانت في غالبها لقاءات حميمية. وقالت المصادر إن أي نقاش عن توحيد العائلة لابد أن يتم من خلال أرضية سياسية يقدمها لشكر نفسه، وأضافت أن هذه المرحلة يجب أن تناقش عمق المرحلة الراهنة التي يسيطر عليها فكر محافظ يقوده العدالة والتنمية، إضافة إلى وضع خارطة طريقة للمرحلة المقبلة. وأوضحت المصادر ذاتها ضرورة تدبير المقاربة السياسية قبل المقاربة التنظيمية، محذرة من تكرار تجربة اندماج الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي ناقش أصحابه الكوطا قبل الأرضية. وزادت المصادر ذاتها القول إن الهيئات المعنية بأي نقاش اتحادي هي الحزب العمالي والحزب الاشتراكي والكونفدرالية الديمقراطية للشغل، قبل أن تزيد أن الاندماج النقابي قد يقف حجر عثرة في وجه أي نقاش محتمل، في ظل تشبث الكونفدراليين بنقابتهم التي وصفتها المصادر بالتاريخية، مضيفة أن بعض الأصوات دعمت التنسيق بين النقابتين على أن تحتفظ كل هيئة بهويتها النقابية. إلى ذلك، نفت مصادر اتحادية وجود أرضية سياسية، موضحة أن لشكر منكب اليوم على منع أي انشقاق جديد داخل الحزب، قبل التفكير في توحيد باقي الأطراف الأخرى.