هاجم نشطاء السلفية الجهادية بالعديد من الصفحات على المواقع الاجتماعية أبو حفص محمد عبد الوهاب رفيقي، أحد شيوخ السلفية الجهادية المفرج عنه بموجب عفو وبضمانة من وزير العدل والحريات، وذلك إثر حوار مع إحدى الإذاعات التونسية، وهو الحوار الذي شن فيه هجوما عنيفا على تيار السلفية الجهادية. وكان أبو حفص قد قال في الحوار المذكور عن أسامة بن لادن، مؤسس تنظيم القاعدة الذي اغتاله كوماندوس أمريكي خاص بباكستان، إنه أفاد الغرب وأضر بمصالح المسلمين وأعطى الآخرين الذريعة للتدخل في شؤون المسلمين الداخلية، ووصف أبو حفص إقامة إمارة إسلامية بشمال مالي بأنها عمل مسلح قد يترتب عنه عدة مفاسد. وقال أبو حفص في ذات الحوار " نحن ضد التيار الجهادي ولكن التيار الجهادي كانت له أسباب دفعت إلى ظهوره منها احتلال بلاد المسلمين" وأن "من أسباب انتشار التطرف هو الفقر ومن وسائل التصدي له تحسين الظروف الاجتماعية" وشدد أبو حفص على أن "من أسباب اندثار التيار الجهادي هو الربيع العربي لأنه لم يعد له مبررات ويتوقع انقراضه في المستقبل". وشددت تعليقات نشطاء السلفية الجهادية على الصفحة الرسمية للجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين على ما أسمته تراجع أبو حفص عن مبادئه، وقال واحد في تعليقه "أبو حفص لقد تماديت كثيرا والله ثم والله إن لم تنته ليصنعن الله بك قارعة"، وقال آخر "الذي يضحكني أكثر هو قوله إنه فضل قول ما يعتقد ويدين به من مجاملة الجماهير وهو يعلم علم اليقين أنه بهذه الخطوات يدخل من بابه الواسع إلى نجومية الجماهير الغثائية تاركا وراءه طائفة الغرباء الظاهرين الثابتين على الحق رغم قلتهم واستضعاف بعضهم بالسجون والتضييق". وقالت شبكة شيوخ أهل السنة والجماعة "إن الشيخ أبو حفص عوض أن يوجه الرسالة إلى الحكومة التونسية التي قتلت 11 سلفيا وأسرت المئات بدون أي ذنب سوى أنهم قالوا ربنا الله ثم استقاموا وكذلك بسبب الدفاع عن رسول الله يوجه سهام جعبته إلى السلفيين وينصحهم بالتعقل". وأوردت الشبكة فيديو لأبي حفص قبل دخوله السجن تحت عنوان "أمير المؤمنين الملا عمر". ويرى مهتمون بشأن السلفية الجهادية أن تصريحات أبو حفص تفيد أن الرجل استغنى عن الأفكار القديمة وبدأ في مراجعة أطروحاته قصد ترشيد عمل الحركة السلفية أو الحركة الإسلامية عموما وبالتالي فإن الهجوم عليه لا معنى له ما دام يتعلق بأفكار تم التخلي عنها.