يشكل قطاع الصناعة التقليدية وبامتياز وسيلة للتواصل مع شعوب العالم والترويج لفن عيش المغاربة لما يحظى به هذا المنتوج من إقبال وإعجاب، الأمر الذي يفسر أهمية المسؤولية وجسامة التحديات التي يلزم رفعها من أجل مواكبة اتجاهات ومتطلبات الأسواق الخارجية، وبالتالي إرضاء الأذواق المختلفة للزبناء . وفق هذا التوجه وتفعيلا لهذه المقاربة تندرج زيارة أرباب 16 مقاولة مغربية متخصصة في مجال الصناعة التقليدية لعدد من دول الخليج العربي ومنها الكويت وقطر والإمارات التي تربطها بالمغرب علاقات صداقة وأخوة وتعاون والتي تعززت أكثر بزيارة صاحب الجلالة الملك محمد السادس لعدد من بلدان الخليج في أكتوبر الماضي، والتي فتحت آفاق رحبة للتعاون بين المغرب وهذه الدول. وقد شهدت سنة 2007 بلورة استراتيجية وطنية لتنمية الصناعة التقليدية تهدف تأهيله اعتمادا على ما يزخر به من مؤهلات وطاقات٬ وكل ذلك يندرج في إطار سياسية حكومية وعمل تشاركي مع مختلف الفاعلين في القطاعين العام والخاص تضع من أولوياتها وأهدافها الرئيسية رفع رقم المعاملات وخلق مناصب الشغل وتحسين ظروف عمل وعيش الناصع وتأهيل النسيج المقاولاتي وتنمية التكوين المهني والتكوين المستمر والمحافظة على الحرف وتنمية جوانب البحث والتجديد والابتكار. وفي هذا السياق٬ وضعت الاستراتيجية ترويج وتسويق المنتوج ضمن محاورها الأساسية بل وركيزة للعمل بالقطاع من خلال مؤسسة دار الصانع ،حيت يتم بذل جهود من اجل تكريس حضورها في الأسواق التقليدية خاصة في أوربا والبحث عن الأسواق الواعدة وخاصة في دول الخليج العربي التي أضحت اليوم من أهم الوجهات العالمية الاقتصادية للتسويق لمختلف المنتوجات. وأكد عدد من مهنيي قطاع الصناعة التقليدية على أن الجولة الخليجية الي قادمتهم في البداية الى الكويت وتحط الرحال حاليا في الدوحة تم تتجه بعد ذلك نحو ابو ظبي ثم دبي٬ مكنتهم من الالتقاء بنظرائهم الخليجيين من أجل التنسيق وتبادل الرأي والعمل على إيجاد أفضل الصيغ وأحسنها لتطوير التعاون الثنائي ونسج علاقات شراكة تجارية مستدامة للرفع من وتيرة الإنتاج والتصدير مع اتخاذ تدابير كفيلة بتنمية حجم التبادل التجاري والخروج بمشاريع فعلية وتأسيس مقاولات مشتركة لتنفيذ مشاريع اقتصادية هامة تخدم المصالح البينية . وفي هذا الصدد، أكد محمد عباد الزغاري٬ العضو البرلماني في مجلس المستشارين٬ أن هذه الجولة تندرج في "إطار الدبلوماسية الموازية التي يقوم بها رجال الأعمال المغاربة للتعريف بمنتوج الصناعة التقليدية المتعارف عالميا بجودتها وفتح افاق رحبة ورسم توجه جديد لها يخرجها من نطاقها الأوربي الذي يعاني حاليا من أزمة اقتصادية ومالية حادة". وأضاف أن بعد مرور خمسة ايام من عمر هذه الجولة "هناك ارتياح من قبل المهنيين المغاربة في اداء رسالتهم حيث نجحوا في التعريف بمنتوج الصناعة التقليدية لدى نظرائهم في الكويت وقطر"، مشددا على ضرورة متابعة هذا المجهود حتى يؤتي ثماره في القريب العاجل". من جهة أخرى٬ قال أحمد بكور٬ رئيس غرفة الصناعة التقليدية لولاية تطوان أن هذه الجولة أملتها عدة اسباب منها على الخصوص جودة وتميز المنتوج التقليدي المغربي وعراقة الصناعة التقليدية التي هي مكون أساسي من مكونات الهوية المغربية وكذا المجهودات التي تبذل وطنيا للرقي بفن الصناعة التقليدية والتي توجت مؤخرا بميلاد أكاديمية الفنون التقليدية٬ وحتمية البحث عن منافد اقتصادية جديدة وواعدة التي تشكل فيها الاسواق الخليجية اولوية هامة . وتهدف هذا الجولة٬ يضيف بكور٬ الى نسج علاقات شراكة بين المقاولين المغاربة في قطاع الصناعة التقليدية مع نظرائهم الخليجين وتعزيزها على أرض الواقع من خلال اقامة معارض ومهرجانات٬ مذكرا في هذا الصدد بالمعرض الذي احتضنته مدينة العرائش في منتصف السنة الجارية وشارك فيه عارضون قطريين٬ "والذين تعرفوا عن قرب بما تزخر به الصناعة التقليدية من تنوع وجودة عالمية٬ وأصروا على تنظيم مهرجان مغربي في الدوحة للتعريف بالحضارة المغربية من خلال منتوجات الصناعة التقليدية وفن العيش المغربي الذي أضحى منتوجا مطلوبا عل الساحة العالمية". بدوره اكد محمد بولحسن٬ رئيس غرفة الصناعة التقليدية لعمالتي الرباط وتمارة ان الصناعة التقليدية "هي رمز الهوية المغربية التي نعمل كمهنيين وفاعلين في القطاع على الحفاظ عليها والتعريف بها لكي تواصل سيرها في استكشاف آفاق رحبة والخروج من نطاقها المحلي والأوربي وولوج أسواق جديدة واعدة في مقدمتها الأسواق الخليجية التي أضحت في الآونة الأخيرة تتبنى فن العيش المغربي الذي يعكس الحضارة العربية الإسلامية". وتأتي هذه الجولة المنظمة من قبل وزارة الصناعة التقليدية٬ من خلال دار الصانع٬ في الفترة من 8 الى 20 دجنبر الحالي٬ في إطار تفعيل البرنامج التعاقدي المرتبط برؤية 2015 لتطوير قطاع الصناعة التقليدية المبرم يوم 20 فبراير 2007 بين الحكومة وفيدرالية مقاولات الصناعة التقليدية٬ خاصة في شقها المتعلق بالجهود المبذولة من قبل دار الصانع لاستكشاف منافذ في الخارج لمنتوجات الصناعة التقليدية المغربية.