أعادت حادث الاعتداء على رجال أمن بمدينة طنجة من قبل سلفيين، الحديث عن الجهات التي تسعى إلى إثارة العنف والفتنة، وتحويل شوارع المدن إلى حمام دم، بعدما فشلت هذه الجماعات في فرض وجودها ولو خارج القانون، وبقدر ما خلف هذا الحادث حالة من الذعر في صفوف المواطنين، بقدر ما فتح لإزلة اللثام عن ممارسات عنيفة، يلجأ إليها خارجون عن القانون، يتخذون من الدين غطاء لأفعال وممارسات لا علاقة لها بالإسلام باعتباره دين التسامح والوسطية. وكان العشرات من رجال الأمن بمدينة طنجة تعرضوا لكسور وجروح غائرة بعدما نفذ ما يقارب 100 شخص محسوبون على التيار السلفي هجمات منظمة ضد دوريات للأمن، بهدف للإفراج بالقوة عن أحد المبحوث عنهم في جرائم إٍرهابية وقعت في مدينة طنجة وجرى اعتقاله بمطار محمد الخامس بالدارالبيضاء، واستعمل هؤلاء كل أنواع الأسلحة البيضاء والحجارة في مشهد مرعب كاد يتحول إلى مأساة حقيقية لولا تدخل قوات الأمن لحماية المواطنين والممتلكات. المجموعة الإرهابية التي استعملت السيوف والعصي والسلاسل لإرهاب رجال الأمن وبت الفوضى في الشارع العام، كانت تتحرك بشكل جماعي، وكأنها في ساحة حرب، بل وكان مخططها منذ البداية هو مهاجمة رجال الأمن، حيث قاموا بالاعتداء على عدد من عناصر الشرطة. البلاغ الذي أصدره الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بطنجة كان حازما، حيث تحركت المصالح القضائية بمجرد إشعار النيابة العامة من طرف الشرطة القضائية بتفاصيل الأحداث٬ التي أشرت على ممارسات قبيحة يمجها الرأي العام، لأنها ليست من صميم المجتمع المغربي المسالم. وفي إطار القانون، وما تقتضيه الواقعة من تدخل للمصالح المختصة حماية للأمن العام، وتفاديا لسقوط مزيد من الضحايا، لذلك كان لابد من فتح بحث دقيق في الموضوع لإلقاء القبض على المتورطين في تلك الحادثة وإحالتهم على القضاء وفقا لما ينص عليه القانون وفي احترام تام لضمانة المحاكمة العادلة. وكان بلاغ النيابة أكد أن القوة العمومية "فوجئت٬ أثناء محاولة السلطات العمومية إقناع هؤلاء الأشخاص بإخلاء الشارع العام وتحرير حركة السير٬ باستهدافها من طرف المتجمهرين المدججين بأسلحة بيضاء وبالعصي والحجارة٬ وهو ما خلف إصابات في صفوف بعض عناصر الشرطة بعضها خطيرة (جرح غائر وخطير في العنق بآلة حادة٬ وكسر المرفق الأيسر وإصابة خطيرة في الذراع .."). وأضاف المصدر ذاته أنه بعد تفكيك الوقفة ورجوع المتجمهرين إلى نقطة الانطلاق٬ فوجئت دورية أخرى مكونة من رجلي شرطة٬ كانا يقومان بمهامهما الاعتيادية بأحد الشوارع٬ بهؤلاء يعتدون عليهما دون سبب حيث أصيب أحد الشرطيين بجروح خطيرة نقل على إثرها بدوره إلى المستشفى.