قال الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون٬ يوسف العمراني٬ إن المغرب العربي٬ الذي عليه أن يكون بمثابة محرك للمنطقة المتوسطية٬ ليس فقط حلما مشتركا٬ لكن ضرورة سياسية واجتماعية واقتصادية. وأضاف العمراني، في كلمة ألقاها باسم الحكومة ضمن الجلسة الختامية للدورة الخامسة من منتدى "ميدايز" الذي نظمه معهد "أماديوس" بطنجة، أن المستقبل "يمر عبر بناء نموذج مغاربي مبتكر، يتجاوز العراقيل السياسية، ومنفتح على جواره٬ في انسجام مع الحقائق السياسية والاجتماعية والاقتصادية الجديدة، وتطلعات شعوب المنطقة". كما اعتبر الوزير المنتدب أنه من الضروري "إعطاء دينامية جديدة لآليات اتحاد المغرب العربي الذي يتطلب بناؤه إعادة إحياء الفضاء المغاربي٬ حيث الاهتمام بالفرد والمواطن٬ وهو الفضاء القوي بشبيبته المنفتحة٬ ولديه كل الميزات من أجل الانخراط بقوة في العولمة٬ في إطار فضاء أورو-متوسطي مندمج ومتضامن الذي سيكون ضمانا لرفاهيتنا واستقرارنا وأمننا المشترك" وفق تعبير العمراني. وقال المسؤول بالدبلوماسية المغربية إن اتحاد المغرب العربي يجب أن يتأسس، في المستقبل، على "نماذج جديدة للحكامة، واحترام الحريات الفردية وحقوق الإنسان٬ وعلى تمثيلية سياسية حقيقية تضمن القرب اللازم من الساكنة وانشغالاتها". "يجب الاستماع إلى المغاربيين، وأن لا تتم معاكسة تطلعاتهم المشتركة للعمل على بناء اتحاد موحد ومزدهر٬ ولا لعتبارات سياسية تنتمي لعهد آخر" يقول يوسف العمراني قبل أن يسترسل : "ينبغي الآن التفكير في محاور جديدة تمكن من المضي قدما نحو بناء الحلم المغاربي.. وهنا أسجل الأسف لغياب إرادة سياسية حقيقية مشتركة". وحسب الوزير المنتدب فإن المكانة التي سيحتلها الفضاء الأورو-متوسطي في النظام العالمي الجديد "رهينة بكفاءتنا في بنائه بشكل موحد ومتضامن٬ ومن خلاله بناء مغرب عربيا مندمج".. كما شدّد العمراني على ضرورة "توحيد الجهود لتحرير الطاقات الكامنة، من بناء فضاء مشترك ومنسجم ومندمج وهادئ٬ مؤسس على قيم كونية مشتركة لا رجعة فيها..". كما دعا العمراني إلى "تحيين الشركاء الأوروبيّين لمقاربتهم ونظرتهم إلى دول الجنوب٬ حتى يتم التحول نحو ثقافة جديدة تتأسس على روح حقيقية للشراكة والتضامن الفعال والمتناغم مع التحديات الواجب رفعها".