أدت الجهود المبذولة للتصدي للإسلامويين الراديكاليين إلى تفكيك خلية إرهابية تتكون من ثمانية عناصر كانوا يستعملون الإنترنيت وينتمون لتنظيم افتراضي يسمى "أنصار الشريعة بالمغرب الإسلامي"، موزعين على مدن الرباط، وأكادير، والرشيدية، وخنيفرة، وبركان، وآيت ملول والقصر الكبير، وذلك يوم الخامس من الشهر الجاري. وتبين من خلال التحريات التي أجرتها الفرقة الوطنية للشرطة القضائية والاستماع إليهم أنهم مقتنعين بالأطروحات الجهادية وقد قاموا بتنسيق تحركاتهم مع ثلاثة إسلامويين من مستعملي الإنترنيت ويتعلق الأمر بمصري وجزائري ومغربي مقيم في أوروبا. وتوصل موقوفو أنصار الشريعة، الذين يميلون إلى صناعة المتفجرات، من خلال هذا التنسيق ومن طرف رفيقهم المصري خلال منتصف السنة الجارية، بموسوعة تحمل تسمية "عبد الله ذو البَجَدَيْن" تتعلق بصناعة مختلف أنواع السموم والمتفجرات التي يتم تحميلها عبر الإنترنيت. وبعد العديد من الأبحاث لجأ المعنيون بالأمر، الذين هم مصرون على المضي قدما من أجل تحقيق مشروعهم الإرهابي إلى صيغتين بخصوص صناعة المتفجرات من خلال مكونات موجودة بالسوق المحلي، كما تم حجز مخطوطات تتضمن معلومات عن كيفية صناعة هذه المتفجرات وذلك بمنزل أحد الموقوفين بالقصر الكبير. وكان المنشط الرئيسي لهذه الخلية، الذي اكتسب خبرة نظرية عالية في هذا المجال، ينوي استغلال تنقُّل أعضاء أسرته إلى مدينة آسّا من أجل التزود بالمكونات اللازمة من أجل الشروع في القيام بتجارب على النموذجين للمتفجرات السالفة الذكر. وقام أحد مؤسسي هذه الخلية، وبتوجيه من إسلاموي مصري مستعمل للإنترنيت، ملقب ب"أبو عصيد" بالتزود بمكونات كهربائية من أجل صناعة آلة للتحكم عن بعد، شبيهة بتلك التي قام بصنعها الإرهابي عادل العثماني، الفاعل الرئيسي للعمل الإرهابي الذي استهدف مقهى "أرگانة" بمراكش. وانطلاقا من فتوى لعالم الدين "أبو محمد المقدسي" كان العنصر المذكور سابقا يريد تصفية شقيقه الذي يعمل عون سلطة بالراشيدية وذلك بإيعاز من رفيقيه ببودنيب اللذين كان يعتبران عون السلطة من خدام الطاغوت. وقام أعضاء الخلية بتنظيم لقاءات تنسيقية، قبل الخوض في عمليات كبيرة، باستهداف مقر البرلمان، وبنايات مصالح الأمن ومواقع سياحية، خصوصا في مدن ورزازات والرشيدية، كما كانوا يطمحون إلى لإقامة مخبإ بالريف قصد تخزين الأسلحة والمتفجرات. وخطط أعضاء هذه الخلية للهجوم على الثكنة العسكرية للقوات المسلحة الملكية وفرقة الدرك الملكي بناحية بودنيب بإقليم الراشدية، واستهداف القاعدة العسكرية لإقليم طانطان التي تعرف مناورات عسكرية مشتركة مغربية - أمريكية، وذلك بغية تحصيل كميات كبيرة من الأسلحة والدخيرة. وخطط أعضاء الخلية لاختطاف يهود بمناسبة الموسم السنوي لهذه الطائفة بمدينة وزّان قصد تبادلهم بالمعتقلين الفلسطينيين بإسرائيل، بالإضافة إلى نية أحد أعضاء الخلية مهاجمة عناصر الأمن الإسباني المكلفين بالحراسة بمدخل المدينتين المحتلتين سبتة ومليلية، وذلك بواسطة الأسلحة النارية أو آليات ناسفة. ومن أجل تمويل مشروعهم الإرهابي خطط أعضاء الخلية الإرهابية للهجوم على سيارات نقل الأموال وخصوصا شركة برينكس ومهاجمة وكالات بنكية وقباضات الضرائب ووكالات توزيع الماء والكهرباء. وحاول أعضاء هذه الخلية استغلال تنقُّل بعض نشطائها في مخيمات "الجماعة المقاتلة ببلاد المغرب الإسلامي" بشمال مالي، وذلك من أجل ضمان الدعم المالي والعسكري اللازم لمقاولتهم الإرهابية.