بعد تفكيك خلية اسلامية متطرفة يشتبه بوقوفها وراء هجوم معاد لليهود في ايلول/سبتمبر تأكد قلق قديم لدى الشرطة والخبراء من ان الخطر الارهابي الاول في فرنسا ليس مستوردا بل يأتي من شبان ترعرعوا فيها. وقال وزير الداخلية الفرنسي مانويل فالس مساء السبت "ان الصعوبة كلها تكمن في ان الامر لا يتعلق بشبكات ارهابية آتية من الخارج, بل شبكات موجودة في احيائنا. وهم ليسوا اجانب بل فرنسيين اعتنقوا (الاسلام), انهم فرنسيون مسلمون". وكان الوزير حذر في تموز/يوليو من "ان هناك معاداة للسامية نشأت في احيائنا وفي ضواحينا" منددا باولئك الذين "يعتبرون اليهودي بمثابة عدو". وجيريمي لوي سيدني (33 عاما) الذي اعتنق الاسلام وقتل والسلاح بيده السبت في ستراسبورغ (شرق) يشتبه بانه القى قنبلة يدوية على متجر يهودي للمنتجات الحلال في سارسيل بشمال باريس في 19 ايلول/سبتمبر الماضي. والسبت عثر اثناء عمليات مداهمة وتفتيش في اوساط اسلاميين على لائحة باماكن يهودية في المنطقة الباريسية. والموقوفون الاحد عشر على ذمة التحقيق هم من الفرنسيين بعضهم اعتنق الاسلام, مثل لوي سيدني وبعضهم كان معروفا حتى ذلك الحين لجرائم متعلقة بالحق العام. وهي مواصفات اصحاب سوابق تحولوا الى التطرف مثل محمد مراح الذي قتل في اذار/مارس الماضي ثلاثة عسكريين واربعة يهود ثلاثة منهم اطفال في جنوب غرب فرنسا. ويبدو ان انحراف لوي سيدني كان اسرع, فعندما كان مراح معروفا لدى الاستخبارات منذ 2006 لارتباطه بجماعة سلفية صغيرة لم يظهر لوي سيدني الا في الربيع على راداراتها كجهادي محتمل. وهذا الترابط بين الانحراف والتيار الاسلامي المتطرف ليس جديدا, ففي منتصف تسعينات القرن الماضي جسد خالد قلقال واعضاء "عصابة روبيه " (على اسم المدينة الشمالية التي يتحدرون منها), ومعظمهم من معتنقي الاسلام, حالة مماثلة. ورسم الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات في المديرية العامة للامن الخارجي الان شويه صورة لاناس "لا يشعرون بالراحة الداخلية, مثل مراح والذين يحاولون عقلنة انزعاجهم" و"يظهرون غضبهم بمهاجمة اليهود". وتساءل الان شويه الى اي حد يمكن ان ينغمسوا في العمل الارهابي ? "مئة الى مئتين في فرنسا" على حد قوله, لكن مراقبة شخص على مدار الساعة يتطلب "نحو خمسة عشر شرطيا". واذا كانت اقامة في السجن تشكل محطة للتطرف, فالوضع لم يعد كما كان عليه في تسعينات القرن الماضي وبداية الالفية الثانية كما يوضح شويه, مضيفا "في السنوات الاخيرة تراجعت الدعوة الى الدين لان ادارة السجون اتخذت تدابير لاختيار الائمة الذين يعملون (مرشدين) في السجون". واضاف شويه "ان السجناء المسلمين ... منفصلون في السجون". وتشير عناصر التحقيق الاولية ان لوي سيدني لم يتحول حكما الى التطرف خلال فترة سجنه بعد ادانته في قضية مخدرات في 2008. ومجموعته "خلية اناس يتصلون فيما بينهم وتطرفوا داخل التيار السلفي في اماكن الصلاة وفي المنتديات السلفية" على ما يقول جان كلود بريزار المحقق الخاص المتخصص في الارهاب الاسلامي. واثناء عمليات المداهمة السبت عثر على نسخة "انسباير" المجلة المكتوبة بالانكليزية لتنظيم القاعدة في الجزيرة العربية وتهدف خصوصا الى دفع المسلمين الغربيين الى الجهاد. الى ذلك اتهم رئيس الاستخبارات الفرنسية السابق ايف بونيه قطر والسعودية بتمويل شبكات اسلامية متطرفة في فرنسا, مؤكدا ان هاتين الدولتين هما, الى جانب تجارة المخدرات, مصدر التمويل لهذه الشبكات. وقال الرئيس السابق ل"مديرية مراقبة التراب الوطني" (دي اس تي) في مقابلة نشرتها الاثنين صحيفة "لا ديبيش دو ميدي" ان هذه الشبكات الاسلامية المتطرفة تتمول عن طريق تجارة المخدرات, ولكن "هناك ايضا مشكلة المال الذي تقدمه دول سلفية", مضيفا "لا نجرؤ على الحديث عن السعودية وقطر, ولكن ربما يجدر ايضا (بهؤلاء الاطراف) ان يكفوا عن امداد عدد من الانشطة المقلقة باموالهم". وقال ايضا "سيترتب في يوم ما فتح ملف قطر لان هنا تكمن مشكلة حقيقية. وانا لا ابالي بالنتائج التي يحرزها باريس سان جرمان" نادي كرة القدم الباريسي الذي اشترته الصيف الماضي شركة قطر للاستثمار. وسارعت الجبهة الوطنية, الحزب اليميني المتطرف, الى تلقف تصريحات المسؤول الاستخباراتي السابق, مؤكدة ان هذه التصريحات تعطي "مصداقية لمخاوفها" من المستثمرين القطريين. وقالت زعيمة الجبهة مارين لوبن في بيان ان "المداهمات التي جرت نهاية هذا الاسبوع في اطار تحقيق حول الاعتداء في سارسيل يجب ان تجعلنا اكثر يقظة ازاء التمدد الواضح للايديولوجية الراديكالية التي تسمم الضواحي الفرنسية (...) هذه العملية والحقائق التي كشفتها يجب ان تقنع (وزير تصحيح الانتاجية) آرنو مونتوبور و(وزير الخارجية) لوران فابيوس -الذي رحب بالامس بالاستثمارات القطرية- بوجوب رفض هذه الاستثمارات". وتثير مشاريع الاستثمارات القطرية في فرنسا علامات استفهام كثيرة في اوساط الطبقة السياسية. وبعدما استثمرت في نادي باريس سان جرمان واشترت حقوق بث تلفزيوني ومن ثم استثمرت في سوق الفن, تعتزم قطر تخصيص صندوق استثماري بقيمة تتراوح بين 50 و100 مليون يورو للضواحي الفرنسية. رئيس سابق للاستخبارات الفرنسية : قطر والسعودية تمولان شبكات اسلامية في فرنسا اتهم رئيس الاستخبارات الفرنسية السابق ايف بونيه قطر والسعودية بتمويل شبكات اسلامية متطرفة في فرنسا, مؤكدا ان هاتين الدولتين هما, الى جانب تجارة المخدرات, مصدر التمويل لهذه الشبكات. وقال الرئيس السابق ل"مديرية مراقبة التراب الوطني" (دي اس تي) في مقابلة نشرتها الاثنين صحيفة "لا ديبيش دو ميدي" ان هذه الشبكات الاسلامية المتطرفة تتمول عن طريق تجارة المخدرات, ولكن "هناك ايضا مشكلة المال الذي تقدمه دول سلفية". وتابع "لا نجرؤ على الحديث عن السعودية وقطر, ولكن ربما يجدر ايضا (بهؤلاء الاطراف) ان يكفوا عن امداد عدد من الانشطة المقلقة باموالهم". وقال ايضا "سيترتب في يوم ما فتح ملف قطر لان هنا تكمن مشكلة حقيقية. وانا لا ابالي بالنتائج التي يحزها باريس سان جرمان" نادي كرة القدم الباريسي الذي اشترته الصيف الماضي شركة قطر للاستثمار. وسارعت الجبهة الوطنية, الحزب اليميني المتطرف, الى تلقف تصريحات المسؤول الاستخباراتي السابق, مؤكدة ان هذه التصريحات تعطي "مصداقية لمخاوفها" من المستثمرين القطريين. وقالت زعيمة الجبهة مارين لوبن في بيان "يبدو ان وحدهم المتآمرين معه من الحزب الاشتراكي وحزب الاتحاد من اجل حركة شعبية يصدقون ان امارة قطر نواياها حسنة عندما تستثمر 50 مليار يورو في الضواحي الفرنسية". واضافت لوبن ان "المداهمات التي جرت نهاية هذا الاسبوع في اطار تحقيق حول الاعتداء في سارسيل يجب ان تجعلنا اكثر يقظة ازاء التمدد الواضح للايديولوجية الراديكالية التي تسمم الضواحي الفرنسية (...) هذه العملية والحقائق التي كشفتها يجب ان تقنع (وزير تصحيح الانتاجية) آرنو مونتوبور و(وزير الخارجية) لوران فابيوس -الذي رحب بالامس بالاستثمارات القطرية- بوجوب رفض هذه الاستثمارات". وتثير مشاريع الاستثمارات القطرية في فرنسا علامات استفهام كثيرة في اوساط الطبقة السياسية. وبعدما استثمرت في نادي باريس سان جرمان واشترت حقوق بث تلفزيوني ومن ثم استثمرت في سوق الفن, تعتزم قطر تخصيص صندوق استثماري بقيمة تتراوح بين 50 و100 مليون (اكرر مليون) يورو للضواحي الفرنسية. وفككت السلطات الفرنسية السبت خلية اسلامية متطرفة وقتلت احد افرادها وهو شاب فرنسي من الانتيل عمره 33 عاما بعد اطلاقه النار على شرطيين اثناء محاولتهم اعتقاله في ستراسبورغ, في حين اعتقلت 11 شخصا آخرين جميعهم فرنسيون. بيار ماري جيرو ونيكولا غوديشيه