طعن عبد المجيد مومر القيادي في تيار "اولاد الشعب" في قرارات المجلس الوطني الأخير بسبب غياب النصاب القانوني حيث لم يحضر أشغال المجلس الوطني سوى 100 عضو من أصل 400، وأضاف مومر الذي اضطر إلى سحب ترشيحه للكتابة الأولى للاتحاد الاشتراكي، أن لوائح الحضور لم يتم ضبطها مما يؤكد وقوع إنزال خطير، مشيرا إلى أن قيادة الاتحاد الاشتراكي ترفض كل أشكال التغيير رغم أن بعض هذه القيادات استفادت من نسائم الربيع العربي، وقايضت بالحراك الاجتماعي الذي عرفه المغرب لإبرام ما وصفه بالصفقات السياسية، مشددا على أن تيار "اولاد الشعب" تحول إلى "شوكة في حلق شيوخ الاتحاد". وأكد مومر وجود تناقض خطير في سلوكات قيادة الاتحاد الاشتراكي فهم يطالبون بإعمال مبادئ وتفعيل الديمقراطية التشاركية، فيما هم يغلقون جميع المنافذ ويعملون بمبدإ المصلحة الذاتية، ضاربين عرض الحائط كل مبادئ الدستور، موضحا أن أزمة المغرب اليوم هي غياب الديمقراطية الداخلية لدى جميع الأحزاب، وقال إن أكبر مؤشر على غياب الديمقراطية أن المؤتمر المقبل سيتشكل في الغالب من الأعيان الجدد الذين لا علاقة لهم بتاريخ الاتحاد الاشتراكي، وأغلبهم متورطون في اقتصاد الريع، موضحا أن قيادات الاتحاد الاشتراكي تبحث عن قاعدة انتخابية جديدة، مشيرا إلى أن كثيرا من القيادات استغلوا حركة 20 فبراير لتحقيق أغراض خاصة، لكنهم اليوم يعملون بكل قوتهم من أجل إبعاد الشباب، وقال إن أكبر دليل على ذلك هو رفض تجديد انخراط عدد من شباب الحزب خاصة الموالين لتيار "اولاد الشعب". وأكد مومر أن الاتحاد الاشتراكي دخل مرحلة انحطاط غير مسبوق، تمثلت في ارتباك سياسي حقيقي، حيث فشل في لعب دوره في المعارضة، والأخطر من ذلك أنه يقوم بمغازلة التيار المحافظ، عبر ترك الباب مواربا لدخول حكومة يقودها العدالة والتنمية، وقال مومر إن هذا التخبط طبيعي في ظل قيادة شاخت ولم يعد في إمكانها تقديم أي إضافة جديدة، وأشار عضو تيار اولاد الشعب، أن بعض الأطراف تريد ركوب موجة التغيير لكن دون المساس بمصالحها السياسية، موضحا أنها من أجل ذلك تقايض ببعض الملفات ومن بينها ملف عليوة، وتساءل مومر عن السر وراء صمت قيادات الاتحاد كل هذه المدة قبل أن تخرج إلى العلن وتتبنى ملف خالد عليوة، مشيرا إلى أن الأمر تحركه صفقات سياسية غير واضحة المعالم، وهي الصفقات التي يمكن أن يؤدي ثمنها حزب عبد الرحيم بوعبيد. وأوضح مومر أن المشكل في الاتحاد الاشتراكي ليس مشكل شخص، بل كيف يمكن إعادة إحياء الحزب ليلعب دوره من موقعه في المعارضة لمحاربة الرجعية، والهيمنة الفكرية التي تريد العودة بالمغرب إلى القرون الماضية، مشددا على أن الاتحاد الاشتراكي هو القوة السياسية الوحيدة التي بإمكانها مواجهة التدين السياسي متهما بعض الجهات باستغلال الفراغ السياسي الحالي لتقوية وضعيتهم داخل المجتمع المغربي.