نفى محمد الأنصاري عضو اللجنة التنفيدية لحزب الاستقلال وجود حل ثالث لاختيار الأمين العام للحزب خلال الانتخابات المقرر يوم الأحد المقبل، وقال الأنصاري في اتصال ل"النهار المغربية"، إن الاستقلاليين سيحتكمون لصناديق الاقتراع، موضحا أنه إلى حدود أمس الخميس تم تسجيل ترشيحين لكل من حميد شباط وعبد الواحد الفاسي، فيما أوضح أن باب الترشيح سيظل مفتوحا إلى آخر دقيقة من موعد فتح باب الانتخابات، حيث يمكن أن تظهر مفاجآت أخرى. وأكد الأنصاري أن الحزب يعيش فترة انتقالية في مساره السياسي والتاريخي، تحكمها التحولات التي يعرفها الشارعين العربي والمغربي، مؤكدا أن هذه التحولات ستمنح الحزب زخما إضافيا، وستكون عامل قوة، منتقدا في الوقت نفسه تصريحات بعض الأطراف التي اعتبرت التنافس على الأمانة العامة للحزب مؤشرا على بداية تصدعه، في إشارة ضمنية إلى تصريحات امحمد الخليفة، الذي انتقد اعتماد مبدأ الانتخابات في اختيار الأمين العام، ودعا إلى الحل الثالث، وهو الأمر الذي انتقده غالبية الاستقلاليين الذين طالبوا بتطوير الحزب، وإعادة النظر في طريقة تدبيره مستقبلا. وقلل الأنصاري من أهمية هذه التصريحات، وقال إن قوة الحزب تمكن في تماسكه، وفي اختياراته الاستراتيجية، موضحا أنه لا ديمقراطية دون صناديق الاقتراع، مشددا على أن المجلس الوطني سيكون أمام اختبار حقيقي، للحسم في منصب الأمانة العامة. وطالب الأنصاري في المقابل بضرورة فتح نقاش سياسي حقيقي داخل المنظومة الاستقلالية اعتبارا للمكانة التاريخية التي يحتلها الحزب في المشهد السياسي المغربي، موضحا أن هذه المكانة هي ما منح الحزب كل هذا الزخم الإعلامي وكذلك اعتبارا للمكانة التي يحتلها الأمين العام في أدبيات الحزب، مشددا على أن انتخاب أمين عام حزب الاستقلال يجب أن يكون خيارا استراتيجيا وليس ضرورة فقط، وأضاف الأنصاري أن مفهوم "مرشح الحزب" يجب أن يكون جزءا من الماضي بالنظر إلى التغيرات التي يعرفها العالم اليوم. إلى ذلك، قال الأنصاري إن حزب الاستقلال هو 500 ألف مناضل وأن الخليفة هو واحد من المناضلين، موضحا أن النقاش السياسي يجب أن يكون في اتجاه مصلحة الحزب، وأضاف الأنصاري أن الحمولة التاريخية لحزب الاستقلال هي ملك للجميع، وأن القيادات الحزبية يجب أن تتفاعل مع القاعدة، موضحا أن التنافس على الأمانة العامة للحزب ساهم في خلخلة المشهد الحزبي، ومنح دينامية جديدة ستكون في مصلحة الاستقلاليين، الذين سيكون عليهم اليوم اختيار أمينهم العام، بشكل شفاف وواضح ودون وصاية من أحد، داعيا في الوقت نفسه إلى تحكيم سلطة العقل والمنطق، واستحضار التاريخ النضالي لحزب الاستقلال والذي انطلق من أربعينيات القرن الماضي. وينتخب المجلس الوطني الأحد المقبل الأمين العام الذي سيخلف عباس الفاسي، حيث أعلن مرشحين نيتهما في التنافس على هذا المنصب، ويتعلق الأمر بعبد الواحد الفاسي نجل الزعيم علال الفاسي، وعبد الحميد شباط القيادي في الحزب والأمين العام للإتحاد العام للشغالين الذراع النقابي لحزب الاستقلال.