حمل محمد أوزين وزير الشباب والرياضة زميله الحبيب الشوباني، الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، مسؤولية تسريب الوثيقة التي حددت غيابات الوزراء عن جلسات البرلمان. واصفا ما قام به الشوباني بالعمل اللاأخلاقي والذي يتنافى مع دور هذه الوزارة في ضبط العلاقة بين السلطتين التنفيذية والتشريعية، مضيفا بأن السياسي المحنك هو إنسان خلوق ويجب أن يكون مثالا للصدق والوفاء. وكان الشوباني الذي انتهى للتو من تجديد مكتبه بالوزارة بمبلغ 12 مليون سنتيم أثار ضجة كبيرة، بعدما سرب وثيقة تنتقد فيها عددا من الوزراء الذين لا ينتمون إلى حزبه، بسبب غيابهم عن البرلمان، وعقب أوزين على وثيقة الغياب أن عدد المرات التي تغيب فيها عن جلسات البرلمان لم تتجاوز ثلاث مرات كلها كانت محكومة بالتزامات قاهرة حددها وزير الشباب في نشاط ملكي وفي مهمة خارج أرض الوطن. وهو ما يؤكد وجود نية مبيتة لدى الوزير الملتحي الذي تحول إلى معلم يضبط غياب تلامذته، وهي المهمة التي قام بها بكثير من الهواية، خصوصا بعدما ثار في وجهه الوزراء المعنيون وقدموا ما يثبت أنهم كانوا حاضرين في البرلمان وأجابوا عن أسئلة النواب والمستشارين، وقالت المصادر إن الشوباني نفسه تغيب عن البرلمان مرات عديدة لكنه لم يسجل غيابه، في صورة تنم عن غياب المسؤولية، والالتزام الأخلاقي الذي يفرض على الوزير أن يكون صادقا مع نفسه، واتهمت المصادر وزراء العدالة والتنمية بممارسة الابتزاز السياسي في علاقتهم بباقي الوزراء، حيث غالبا ما يتضامنون فيما بينهم ضد باقي الوزراء بشكل يدعو إلى الاشمئزاز، موضحا أن الوثيقة سربت أسماء بعض الوزراء غير المنتمين لحزب رئيس الحكومة، مع أن بعض وزراء العدالة والتنمية لا يحضرون إلى البرلمان إلا أثناء تواجد رئيسهم، على حد تعبير بعض المصادر، كما أن حضورهم غالبا ما يكون مرافقا بنوع من الشعبوية، في غياب الجدية اللازمة في التعامل مع القضايا المطروحة، موضحة أن الحضور إلى قبة البرلمان لا يجب أن يكون فقط من أجل الحضور ولكن من أجل القيام بالواجب المفروض على الحكومة.