لم يتوان بنكيران منذ توليه رئاسة الحكومة في تذكيرنا بأن الربيع العربي "مازال كيتسارى ويقدر ترشق ليه ويرجع"، وهو دائما يهددنا بالربيع العربي ويمن علينا الاستقرار وأنه لولا حزب العدالة والتنمية لوقع ما لا يحمد عقباه بل إنه قال أكثر من مرة أنه لم يسر كلية في حركة 20 فبراير لأنه لم يرد المغامرة بالملكية، ولا يترك الفرصة تمر ليقول إن الأمور يمكن أن تعود كما كانت. اليوم تخرج زعيمة يسارية والأمينة العامة لحزب غير مشارك في الانتخابات بما يعني أنها معارضة لا تنافس بنكيران على نفس الأرضية حتى لا تكون شهادتها من قبيل الصراع حول المقاعد الانتخابية، وهي أيضا من المشاركين في حركة 20 فبراير، تخرج لتقول إن بنكيران لم يكن في عير ولا في نفير الحركة النضالية غير أنه أكل ثمارها كاملة ودون كبير عناء. الاتهامات التي وجهتها نبيلة منيب لبنكيران خطيرة وهي تهم ثقيلة، ولا يمكن غض الطرف عنها لأنها تتعلق بزعيم سياسي يترأس الحكومة وبحزب يقود الأغلبية ويدير دفة البلاد ويتحكم في أرزاق العباد، ولا يكفي في مثل هذه الحالات السكوت ووضع الرأس في الرمال مثل النعامة، ولكن لابد من الخروج للجواب حتى نعرف أين تسير القافلة وهل بنكيران حقيقة يساهم في مشروع دعوي دولي وبالتالي فإن تسيير الشأن العام لن يكون بالنسبة إليه سوى رافعة لخدمة المشروع الذي يلتقي فيه مع نظراء له في العالمين العربي والإسلامي. وقالت منيب "هذه الحكومة بتأخرها، كنا ننتظر أنها ستعمل على مراجعة القانون المالي الذي وضعته الحكومة السابقة فإذا بها تنسخه حرفيا، وهنا نسأل ألا توجد كفاءات في هذه الحكومة، تمكنها من وضع تصور جديد، فهي لحد الآن مازالت تقطف ثمارا زرعها الآخرون انطلاقا من حركة 20 فبراير". فمنيب واحدة من شهود الإثبات ضد بنكيران، فهي مشاركة ومدعمة لحركة 20 فبراير وهي التي أشارت إلى أن الزعيم الإسلامي الحاكم بأمره قطف ثمارا زرعها غيره، وقد أكدنا مرارا أن حزب العدالة والتنمية هو الحزب الذي جنى الثمار دون زرع ولا حصد ولا درس، حيث لم يدخل مناضلوه السجون ولم يكن يوم كانت الكلمة تساوي كثيرا ولم يفتح قادته أفواههم حتى شرعت أبواب حرية التعبير، لكن أعادوا قراءة التاريخ بأثر رجعي وحاولوا أن يصنعوا من أنفسهم قادة ومناضلين. فحسب منيب إن الجهات التي حاربت هذه الحركة الشبابية، استفادت منها لكي تصعد إلى سدة الحكم، وهذه الجهة هي العدالة والتنمية، حيث لعب بنكيران على كل الحبال، فمن جهة أطلق العنان لبعض مناضلي حزبه للمشاركة في مسيرات الحركة ومن جهة ثانية شن عليها هجوما عنيفا، ومن جهة ثالثة جعلها سيفا يهدد به خصومه السياسيين وطريقة لتصفية الحسابات مع جهات كثيرة. إنه شاهد آخر على انتهازية حزب العدالة والتنمية وزعيمه بنكيران.