اتهم أحمد داهي، عضو المجلس الوطني لحزب الاستقلال بمدينة العيون المنسق الجهوي بإغراق الحزب، عبر إنزال أشخاص لا علاقة لهم بالحزب، وإقصاء مناضلين ضحوا من أجل الحزب ومن أجل القضية الوطنية، وقال الداهي في تصريح خص به "النهار المغربية"، إن حزب علال الفاسي يعيش فترات عصيبة بمنطقة الصحراء، بسبب من أسماهم مناضلين مزيفين، لا يعنيهم من الحزب إلا ما يحققوه من مصالح شخصية، وامتيازات لهم ولعائلاتهم، وذهب إلى حد القول إن المؤتمر الإقليمي الأخير غير قانوني، خصوصا أنه لم يتم انتخاب لجنة تحضيرية، وأن المنسق الجهوي تكفل بكل شيء، فيما لم يستدع عددا من أعضاء الحزب بينهم الداهي نفسه، متهما إياه بخرق قوانين الحزب، حيث أغفل تقديم وثائق المؤتمر ورفع التوصيات، وأضاف أنه كانت عملية تجييش الناس بشكل أثار استياء الاستقلاليين، موضحا أن عددا ممن تم إقحامهم في المؤتمر لا يتوفرون على الشرعية، وهي أن يكون قد قضى أربع سنوات في الحزب، منها سنتان من المسؤولية، وأشار الداهي إلى أن بعض الأعضاء التحقوا مؤخرا بالحزب وحصلوا على صفة مؤتمر، داعيا إلى فتح تحقيق نزيه لتحديد المسؤوليات. وقال الداهي إن واقع الحزب في الصحراء مريض جدا، خصوصا أن شخصا واحد يتحكم في ثلاث جهات، وهو أمر غير مقبول، إذ كيف يعقل أن يتحكم شخص من قبيلة واحدة في باقي القبائل التي تعتبر مهمة، مشيرا إلى أنه في سنة 1978 كان أمامه الاختيار بين الالتحاق بالبوليساريو أو حزب الاستقلال فاختار الشرعية التاريخية وناضل من أجلها. وكان الداهي قد راسل عباس الفاسي الأمين العام للحزب بخصوص وضعية الحزب في الصحراء، مؤكدا على تواجد أشخاص "لا تهمهم مبادئ الحزب ولا نضالية مناضليه"، وأوضح أن منسق الحزب، "وضع إلى جانب من يدور في فلكه شروطا تعجيزية لمن يود الترشيح لعضوية المجلس الوطني للحزب"، موضحا أن المنسق الجهوي ضمن لابنه "عضوية اللجنة المركزية للحزب ومستشارا بالغرفة الثانية للبرلمان، كما ضمن لابن أخيه وزوج ابنته عضوية اللجنة المركزية للحزب ورئيسا لجهة العيون، وأيضا ضمن لابن أخته منصب مستشار ورئيس الغرفة الفلاحية بالعيون، دون أن نذكر ضمانه لعضوية مجموعة أخرى من المرافق لبعض أعضاء أسرته وعلى سبيل المثال زوج ابنة أخيه مستشارا وعضو المكتب التنفيذي للاتحاد العام للشغالين بالمغرب". وأكد الداهي أن "المؤتمر 15 شابته خروقات، متهما منسق الصحراء بإبعاد مناضلي الحزب الحقيقيين"، داعيا إلى مقاومة من وصفهم بمكدسي الثروات المشبوهة وأنهم انخرطوا في الحزب واستغلوا الفرص لمراكمة تلك الثروات، وأكد الداهي وجود مافيات ولوبيات تستغل مناصبها لتحقيق مآرب شخصية، مشيرا إلى أن مؤتمر الحزب الأخير شهد تواجد عدد ممن أسماهم البلطجية الذين مارسوا العنف ضد مناضلي الحزب الحقيقيين، مشددا على أن كل جهة كان عليها إحضار 40 شخصا إلى المؤتمر، لكن منسق الحزب بالصحراء أحضر 4 حافلات، متهما بعض الجهات بكونه لا تعدو كائنات انتخابية ولا صلة لها بالوطنية. وحذر الداهي مما أسماه الصراع من أجل الزعامة التي يمكن أن تقوض دعائم الحزب، وقال إن الصراع الحقيقي يجب أن يكون من أجل استمرار مبادئ الحزب وشيوع الفكر العلالي، مطالبا باعتماد مبدأ الكفاءة ومحاربة التكتلات الانتخابية التي تريد القطع مع التاريخ النضالي لحزب الاستقلال وتحويله إلى مجرد دكان انتخابي ليس إلا. وقال الداهي إنه يدعم انتخاب الأمين العام للحزب عبر صناديق الاقتراع، تماشيا مع المتغيرات التي يعرفها المغرب مع الدستور الجديد، وأشار الداهي إلى أنه في حال صعد شباط عبر صناديق الاقتراع فإنه سيكون أول المصفقين له، شريطة أن تكون انتخابات ديمقراطية وشفافة وعلنية، مؤكدا على أهمية الانضباط للشرعية الديمقراطية، واعتبر الداهي أن الصراع السياسي ظاهرة سياسية، لكن حين يكون الصراع عنيفا وتتدخل فيه السكاكين والأسلحة البيضاء فالأمر يصبح خطيرا جدا. إلى ذلك وصف الداهي عبد الواحد الفاسي بالرجل الطيب الذي يتوفر على تكوين علمي، وقال إن نجل علال الفاسي لم يتاجر بنضال أبيه بل واصل حمل المشعل، موضحا أنه رفض الاستوزار في حكومة عباس الفاسي لكي يقال إن عائلة الفاسي استولت على الشأن العام، في المقابل أوضح الداهي أن حميد شباط مناضل استقلالي له طريقته في الإقناع، لكن لا يتوفر على الإقناع، مشددا على أن المهم في الوقت الراهن هو ضمان استمرارية الحزب التي تقتضي التشبث بالفكر العلالي، والابتعاد عن سياسة التآمر، موضحا أن المغرب تغير كثيرا لكن ليس بالبلطجة، ولكن عبر صناديق الاقتراع.