هيأ عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، خطابا مطولا ليلقيه أمام الوزراء أثناء انعقاد المجلس الحكومي اليوم الخميس، وحسب مصادر مقربة من بنكيران، فإن الخطبة العصماء التي تسعى إلى الحسم في الخلافات بين الوزراء يريد من خلالها بنكيران طمأنة وزرائه إلى استقرار الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية، ويستند بنكيران إلى استشارات خبراء ديوانه الذين اعتمدوا على نزول الأمطار، التي ستستمر إلى أواخر ماي حسب الأرصاد الجوية، وكذلك سعر البترول الذي لم يعرف زيادات مهمة أو سيعرف هبوطا ملحوظا. وأشارت مصادر حكومية، إلى أن فرحة بنكيران بخطبته وبما أملاه عليه خبراء ديوانه سيصطدم بصخرة الوزراء الذين هيأوا له العدة ليردوا على خرجات وزرائه التي لم تحترم ميثاق الأغلبية، وسيعرف الاجتماع مواجهات عنيفة بين بنكيران ووزراء العدالة والتنمية ووزراء الحركة الشعبية والتقدم والاشتراكية، وقالت مصادر متطابقة، أن مجموعة من الوزراء سيهاجمون تصرفات وزراء العدالة والتنمية، وتوقعت ألا يمر الاجتماع بسلام إذا لم يتم الالتفاف عليه باجتماع تمهيدي. واعتبرت أحزاب التحالف الحكومي (الحركة والتقدم أساسا) أن ميثاق الأغلبية في خطر وأن الحكومة تدبر برؤوس متعددة وغياب التنسيق في القضايا الاستراتيجية التي تهم المغرب والمغاربة وليس حزبا من الأحزاب. واتهمت الأحزاب المذكورة وزراء العدالة والتنمية بالانفراد بالقرارات مما يعتبر انتهاكا للشرعية الدستورية، وعلى رأس هذه القرارات دفاتر التحملات التي خرج بها الوزير الخلفي مع العلم أن الأمر يتعلق بالحسم في قضايا الدين واللغة، مؤكدة على أن ما يقوم به الخلفي يحقق فائدة انتخابية لحزب العدالة والتنمية. وشددت، على أن العدالة والتنمية يقوم بحملة انتخابية سابقة لأوانها من خلال لوائح "لكريمات"، التي قال عنها نبيل بنعبد الله، الأمين العام للتقدم والاشتراكية، إنها لا تفيد شيئا مادامت قد توقفت عند لحظة الإعلان، وكذلك لائحة الجمعيات المستفيدة من الدعم، وهي الأمور التي زادت من تأزيم الوضع الاجتماعي وصبت النار على احتجاجات الشارع. ومن المنتظر أن يتم في المجلس الحكومي الاستماع إلى الخلفي الذي ينوي، حسب مصادر مقربة منه، التقدم بعرض حول ما أسماه الحملة الإعلامية التي تستهدفه رغم أنه جمع المواقع الإلكترونية وصرف عليها من المال العام في محاولة لجعلها تصطف خلفه وجمع بعض مسؤولي التحرير واستثنى "النهار المغربية" التي ليست في حاجة إلى الاستماع إلى ركاكة خطبه.