قام مصطفى الخلفي، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، صباح أول أمس الثلاثاء بالاتصال بأغلب الصحف المغربية وذلك من العاصمة الجزائر ليبلغهم عن نتائج زيارته التي وصفها ب"الموفقة جدا" للجارة المزعجة، وبدا الخلفي منتشيا بما حققه في الجزائر، وأهم تلك النتائج هي توقيع اتفاقية للتعاون الإعلامي بين وكالة المغرب العربي للأنباء ووكالة أنباء الجزائر التي تورد أخبار البوليساريو أكثر من أخبار الجزائر، وهي اتفاقية جارية في إطار اتفاقيات قديمة أطلق عليها النشرة المغاربية جاءت بعد اتفاقية تأسيس الاتحاد المغاربي الموقعة بمراكش سنة 1988. وحاول الخلفي في اتصاله بالصحف ومنها "النهار المغربية" إقناعها بجدوى أطروحته المبنية على ترك ملف الصحراء جانبا أو في أروقة الأممالمتحدة وتقوية العلاقات المغربية الجزائرية، مما بدا غير مفهوم ولا مستساغ لأن أس المشاكل هو مشكل الصحراء، الذي ليس مشكلا بين المغرب وجبهة البوليساريو التي كلما حلت الديبلوماسية الجزائرية بمكان إلا وتبعتها ولكن مشكل افتعلته الجزائر كورقة تحكم في المنطقة، فالعلاقات القوية بين الجارتين بمنظور الخلفي لن تؤدي إلا إلى نموذج الهيمنة التي يسعى إليها جنيرالات الجزائر. ويبدو أن قيادات العدالة والتنمية لا تستفيد من بعضها البعض ولكن يريد كل واحد منهم أن يجرب حظه ويتعلم أبجديات التفاوض ولو على حساب السياسة المغربية واستراتيجيات الدولة ومقدساتها، ولا ندري هل استوعب الخلفي الدرس الذي تلقاه العثماني أو الفلقة التي أعطاه إياها جنيرالات الجزائر بعد جلوسه لأكثر من سبع ساعات في قصر بوتفليقة أم لا؟ فعندما عاد العثماني من الجزائر ضحك حتى ظهرت نواجذه من نتائج الزيارة لكن بعدها بقليل قال إن الموقف الجزائري متصلب وعاد ليقول إن المغرب لن يستجدي فتح الحدود من الجزائر، مع العلم أن الذي استجدى الجزائريين هو العثماني وإخوانه أما الدولة المغربية فهي تعرف حسابات التعامل مع الجارة الجزائر. وأراد الخلفي أن يوحي للصحافيين المغاربة أنه وقع اتفاقيات ستعود عليهم بالنفع، فهل يمكن أن نتعلم الصحافة من الجزائر المحكومة بقوة العسكر والمخابرات؟ ولو ذهب الخلفي شمالا ليستفيد من النموذج الفرنسي أو البريطاني لوجدنا له كامل الأعذار، لكن أن يتجه نحو استيراد النموذج الستاليني فتلك مضيعة للوقت ولتكاليف الزيارة، التي لن نتحدث عن مرافقيه فيها. ويظهر أن الخلفي ومن خلفه حزب العدالة والتنمية يريد فرض أمر الواقع على الصحافة المغربية في محاولة للسيطرة عليها وإخضاعها للخط الذي رسم بعد سنوات من التراكم الإيجابي الذي حصل في المغرب، ولهذا فهو يحشر أنفه في الصغيرة والكبيرة فيما يتعلق بالإعلام ولم يبق إلا أن يجمع رواد الفايسبوك بعدما جمع أصحاب الصفحات والمدونات الرقمية.