تصالح عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة الجديد مع أفكاره اليسارية يوم الجمعة الماضي خلال لقاء صحافي عقده بمقر حزبه العدالة والتنمية، وشده الحنين إلى سنوات السبعينات، حين كان يؤمن بأفكار ستالين ولينين خاصة ما يتعلق بالحرية الفردية المعين. بنكيران قال على لسان حكومته التي لم تشكل بعد، إنه لن يفرض الحجاب على النساء وأنه لن يلتفت إلى الحياة الخاصة للناس، وسيترك كل واحد وشأنه، وفهم كثير من المتتبعين أن بنكيران لا يرسل فقط رسائل تطمينات إلى المنظمات النسائية التي طالما حاربها، والتي رفعت ضده شعارات معادية، بل هي أكثر من ذلك خطاب براغماتي مكشوف يؤكد أن بنكيران كان فقط يمارس السياسة بالدين، وأن كل تلك الخطابات التي رفعها في وقت سابق لكم تكن سوى نوعا من المزايدة السياسية، التي جعلت الحزب يكشف عن نقابه الذي ظل يحمله أيام كان في المعارضة. وزاد بنكيران "لن أهتم أبدا بالحياة الخاصة للناس، لكنه لم يقل لمن حضر لقائه الصحافي كيف سيتعامل مع المثليين ووْكالين رمضان، وهو أمر يدخل أيضا في جانب الحرية الفردية، وهو جزء من حياة الناس، خصوصا حين استشهد بالقرآن الكريم، للقول إن الله سبحانه وتعالى خلق الناس أحرارا. مشيرا إلى أنه لن يهتم بما تلبسه النساء، أكان لباسا قصيرا أم طويلا، معتبرا أن الأمر جانبي، ولا يدخل في صلب اهتماماته وأولوياته. بنكيران الذي من المنتظر أن يعلن في الأيام القليلة المقبلة عن تشكيلة حكومته التي ستضم أحزاب الاستقلال والحركة الشعبية والتقدم والاشتراكية، قال إن المشاورات جارية لتشكيل الحكومة، مؤكدا ثلاثة أحزاب أكدت مشاركتها في هذه الحكومة التي تنتظرها مهام اقتصادية وسياسية صعبة، دون ذكر ما جاء به برنامج حزبه الذي فاز في الانتخابات الأخيرة، بسبب مرجعيته الإسلامية، وليس بسبب برنامجه السياسي الذي وصفه كثيرون بالغير قابل للتطبيق في ظل الإكراهات الاقتصادية التي يمر بها العالم أجمع. أمر نتج عنه حالة من التخوف في صفوف عدد من المستثمرين الأجانب، تخوف فرضته تصريحات قادة حزب العدالة والتنمية الذين وظفوا الدين في غير مكانه، مما جعل هؤلاء المستثمرين مرعوبون من أن تفرض الحكومة الجديدة قوانين إسلامية، وهو ما جعل بنكيران البراغماتي والتواق إلى حمل صفة وزير يؤكد في أكثر من مرة أن حكومته لن تتدخل في الشؤون الخاصة للناس. إلى ذلك قال بنكيران إن حزب العدالة والتنمية لم يصل بعد إلى نتيجة نهائية لتشكيل الحكومة المقبلة، رغم الاتصالات الجارية من طرفه ببعض الأحزاب التي قبلت المشاركة في الحكومة المقبلة، وأضاف أنه بعد حسم الأحزاب في قرار المشاركة بعد الرجوع إلى برلماناتها، سيتم الانكباب على شكل المشاركة من خلال المشاورات التي ستنطلق هذا الأسبوع، حيث أكد بنكيران أن "الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية مكلفة بمتابعة تشكيل الحكومة قدر المستطاع، مشيرا إلى أن الحزب الفائز بالانتخابات الأخيرة لم يحسم بدوره في أسماء وزرائه، حيث لم يعين أي مرشح ولم يقدم أي أحد ترشيحه، مؤكدا أن الحزب على موعد مع دورة للمجلس الوطني للحسم في أسرع وقت في قضية أسماء وزرائه.