في الوقت الذي كان مراد مدلس وزير خارجية الجزائر، يجمتع في مع الطيب الفاسي الفهري وزير الشؤون الخارجية والتعاون، ويدعو من الرباط إلى عقد اجتماع عاجل لوزراء خارجية اتحاد المغرب العربي، كانت وسائل الإعلام الجزائرية تطعن المغرب من الخلف، وخصوصا وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية، وفي نفس الوقت الذي كانت تبث تصريحات مدلسي حول آفاق التعاون بين البلدين كانت الوكالة الرسمية تبث قصاصة تقول "إنه مع اقتراب مسخرة الانتخابات رفع النظام المغربي من درجة قمعه". أكدت الوكالة الرسمية أن العداء للمغرب متأصل في بعض الأطراف الجزائرية إلى درجة الادعاء والكذب، فلم تسجل الانتخابات أي قمع للمعارضين، وشاهد العالم أن عبد الله الحريف الكاتب الوطني للنهج الديمقراطي ومجموعة من رفاقه، نالوا حظهم من الإعلام العمومي، سواء عبر التلفيزيون أو الإذاعة أو وكالة المغرب العربي للأنباء، وعبروا عن رأيهم ودعوا المواطنين لمقاطعة الانتخابات، أما حكاية بعض التوقيفات هنا وهناك لبعض دعاة المقاطعة فلا علاقة له بتاتا بمضمون النداء ولكن بخرق القانون، وليس هناك من دولة مهما بلغت درجة الديمقراطية ومنسوبها ستسمح بخرق القانون. وادعت الوكالة الجزائرية الرسمية أن النظام المغربي ومع اقتراب الانتخابات وصل حد اغتيال مناضلين وتوقيف الأصوات الحرة، مع العلم أنه لم يتم ولم يحدث هذا في وقت من الأوقات، فبدروة رمى بنفسه من عمارة لانابيك وحميد الكنوني الذي أشعل النار في نفسه بعد خلاف مع صاحبة فرن وكمال الحسيني الذي توفي مطعونا نتيجة خلافات ذات بعد أخلاقي، فمن أين أتت الوكالة الجزائرية الرسمية بخبر الاغتيالات؟ وكانت العديد من وسائل الإعلام الجزائرية قد حاولت حشر أنفها في الحراك الذي يعرفه المغرب، خصوصا بعد أن تبين أن حركة 20 فبراير لم تستطع جمع الدعم الجماهيري الكافي لزعزعة الأوضاع بالمغرب، كما كانت تراهن على ذلك الجزائر، فلجأت بعض الصحف المخابراتية الجزائرية ووكالة الأنباء الجزائرية الرسمية إلى شن حرب إعلامية تحريضية مكشوفة ضد المغرب والملك محمد السادس على وجه الخصوص مستخدمة في ذلك بعض الأقلام الرخيصة ومنعدمي الضمير من خلال تصريحات مغلوطة كذلك الذي قاله نجيب شوقي "لا يمكن إعطاء مصداقية لهذه الانتخابات بما أن النظام الملكي وحاشية الملك يسيطرون على كل السلطات والأحزاب شكلية"، مع وجود دستور يعتبره الجميع ثوري ويعطي صلاحيات واسعة لرئيس الحكومة الذي يختاره الملك من الحزب الذي يحصل على الرتبة الأولى في انتخابات في مجلس النواب. وكانت وسائل الإعلام الجزائرية قد استأجرت في وقت سابق زينب الغزوي، الناشطة في حركة مالي الداعية إلى الإفطار العلني في رمضان، لتأكل بفمها الثوم والشوك المغربي، كما اعتمدت تصريحات عملاء للبوليساريو وذلك قصد النيل من المغرب. فقبل أي حديث عن المصالحة التاريخية بين البلدين لابد لحكام الجزائر من لجم بغال الصحافة الرسمية التي تركل من أجل عرقلة أي خطوة نحو بناء مغرب عربي كبير.