توالت في الأسابيع الأخيرة، تصريحات عدد من المسؤولين الجزائريين، تذهب في اتجاه حسم اشكالية الحدود التي ظلت مغلقة مع المغرب منذ سنة 1994. وإذا كان الرئيس "عبدالعزيزبوتفليقة"، أكد خلال تظاهرة إعلان تلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية لهذه السنة،"أنه لا مشاكل بين المغرب والجزائر، من شأنها أن تعيق التعاون بين البلدين"، فإن وزير خارجية حكومته "مراد مدلسي"، قال هو الآخر بداية الأسبوع الماضي، أن استمرارغلق الحدود بين المغرب والجزائر، أمر غير مقبول، وأنه "لابد من فتح الحدود"، بعد توفير ظروف تراعي مصالح الطرفين، مؤكدا أنه "شرع في ذلك منذ ثلاثة أشهر، من خلال العمل على تبادل زيارات في قطاعات حساسة جد، يستنتج منها برامج تعاون، قد يكون تنفيذ نتائجها تشجيع للطرفين على خطوات أخرى بيننا، لم لافتح الحدود؟. تصريحات رئيس الدبلوماسية الجزائري، مالبتث ان تعززت بكلام نظيره في الفلاحة "رشيد بن عيسى"، الذي أعلن على هامش توقيع مذكرة التفاهم والتعاون بين المغرب والجزائر، في مجال الفلاحة، أثناء مشاركته في المعرض الدولي للفلاحة بمكناس، أن "الحدود لن تبقى مغلقة إلى الأبد"، مشيرا إلى أنها"ستفتح آجلا أو عاجلا". غير أن الملاحظ، أنه في الوقت الذي تعالت فيه تصريحات هؤلاء المسؤولين، والتي أضفت جرعة من الحيوية على العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الجارين من خلال تبادل مجموعة من الزيارات الوزارية في عدد من القطاعات، وإن انطوى بعضها على تناقض واضح بين القول والممارسة، كما هو الشأن بالنسبة لبوتفليقة الذي يرفض أي تسوية الى الآن، فإن تحريك مياه العلاقات الراكضة بين المغرب والجزائر من خلال فتح الحدود، يبقى رهين صفقة تجري تحت الطاولة يتحكم في تحريك خيوطها فاعلين، ربما أكثر وزنا ممن يمسكون بزمام الكلام والتصريحات. ففي الوقت الذي يستفاد فيه رغبة الطرف الجزائري الرسمي في فتح المعابر الحدودية بين البلدين، تتحدث أنباء عن وجود صفقة على الطاولة مع الجنرالات، تجعل تلك المبادرة رهينة بمحاربة المغرب والجزائر، لأي ثورة قد تسقط النظامين الحاكمين بهما. ولعل قول وزير الخارجية الجزائري "مراد مدلسي"، لنظيره الفرنسي "آلان جوبييه"، بكون"النظام الملكي من أمن الجزائر والجزائريين"، يفسر بعضا مما تتحدث عنه الصفقة، وهو ما قد يستنتج ضمنيا من تصريح "مدلسي" بجعل فتح الحدود مشروطا بتوفير ظروف تراعي مصالح الطرفين. وربما يكون نفس الوازع الذي جعل "بوتفليقة"، يقول حسب مصدر إعلامي، بأنه"لايمكن أن أترك مكاني لآخر يمكن أن يكون أول نجاحه فتح الحدود مع المغرب"، مضيفا " إن حاربنا جميعا على الحدود سنفتحها سويا".