تشهد العلاقات المغربية الجزائرية هذه الأيام جرعة ديبلوماسية في الزيارات والتصريحات، حددت لها جارتنا الشرقية هدفا «آجلا أم عاجلا» يتمثل في فتح الحدود المغلقة بين البلدين منذ غشت 1994 . فخلال أسبوع واحد أدلى ثلاثة مسؤولين جزائريين هم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ووزير الخارجية مراد مدلسي ووزير الفلاحة رشيد بنعيسى بتصريحات تعطي الانطباع بأن مراكز جوج بغال والعقيد لطفي وغيرها من النقط الحدودية ستفتح أبوابها الموصدة طيلة 17 سنة. الرئيس بوتفليقة وأثناء زيارته الاسبوع الماضي لتلمسان ، صرح «أنه لا وجود لمشاكل بين الجزائر والمغرب، من شأنها أن تعيق التعاون بين البلدين»، مؤكدا أنه يتعين عليهما «العمل بحرص على توطيد التعاون للحفاظ على الموروث الثقافي والحضاري المشترك ذلك»، معتبرا أن مشكل الصحراء « مشكل أممي على المغرب تسويته مع هذه الهيئة ». وجاءت هذه التصريحات عند تدشين عملية ترميم صيانة قصر «المشور»، الذي عمل على زخرفته نقاشون مغاربة. وقد أفادت يومية «الشروق» أن « غالبية المشاريع المنجزة تحت عنوان «تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة الإسلامية» شكلت اليد العاملة المغربية جزءا هاما منها على اعتبار تخصص هؤلاء في عمليات الزخرفة التي تعتبر أحد المظاهر الأساسية للثقافة الإسلامية. أما وزير الخارجية مراد مدلسي فقال في حوار أجري معه في بداية الاسبوع أن «دولتين مثل الجزائر والمغرب تتعاملان مع حدود مقفلة إلى الأبد، هذا ليس معقولا.. لابد من فتح الحدود، لكن يجب خلق الظروف، وعندما يتقرر ذلك، سيطبق بصفة أمينة ومتوازنة لمصالح الطرفين.. كيف نصل الى هذه النتيجة، بفضل التشاور بين المسؤولين، وقد انطلقنا في ذلك منذ 3 أشهر واتفقنا على تبادل الزيارات في قطاعات حساسة جدا، وربما سنستمر في هذه الزيارات الى غاية نهاية السنة، وستنتج منها برامج تعاون، قد يكون تنفيذ نتائجها تشجيع للطرفين على خطوات اخرى بينها، لِمَ لا فتح الحدود؟ »» وعلى هامش توقيعه أول أمس بالرباط على مذكرة تفاهم و تعاون في مجال الفلاحة والتنمية الريفية بين بلاده والمغرب، قال الوزير الجزائري رشيد بن عيسى أن الحدود «لن تبقى إلى الابد مغلقة». وأكد في تصريح بالمناسبة لوكالة الانباء الفرنسية ««إن الحدود المغلقة منذ 17 سنة ستفتح آجلا أو عاجلا». على صعيد الزيارات تم تسجيل زيارة ثلاثة وزراء مغاربة الى الجزائر خلال الشهرين الماضيين. فوزيرة الطاقة والمعادن أمينة بنخضرا زارت منطقة حاسي الرمل في فبراير ووزير الشباب والرياضة منصف بلخياط حضر بعنابة مقابلة كرة القدم بين فريقي البلدين في مارس وبنسالم حميش زار تلمسان بمناسبة افتتاح أنشطتها كعاصمة للثقافة الاسلامية خلال شهر أبريل. وفي مارس الماضي زار المغرب وزير الموارد المائية عبد القادر سلال ويحضر وزير الفلاحة رشيد بن عيسى حاليا المعرض الدولي للفلاحة بمكناس، ومن المرتقب أن يزور وزراء جزائريون بلادنا في الاسابيع المقبلة .