عباس بائع متجول للوهم أصيب عباس الفاسي رئيس حكومة تصريف الأعمال، بالدوخة مع اقتراب موعد الانتخابات، ولكن لا يعذر رجل بدوخته فاليوم يوم الحسم والقطع مع الماضي، اليوم ليس هناك مكان للوعود الانتخابية العرقوبية، اليوم يوم تقديم البرنامج الحقيقي القابل للتنفيذ، أما البرنامج الذي يقدم للاستهلاك السياسي فقد انتهى وقته. ألست يا عباس رئيسا للحكومة بقوة الدستور الجديد، شعرت برئاسة الحكومة ولم تشعر بالوثيقة التي سمتك رئيسا بدل الوزير الأول؟ فعباس الفاسي يتاجر بمآسي الناس قبل الانتخابات، وعد بتشغيل 170 ألف مواطن سنويا إذا ترأس الحكومة عقب الانتخابات المقبلة، قبل أن نفكك ما قاله حزب الاستقلال في برنامجه الاقتصادي نعرج على ما صنعه ابنه العاق الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. سنة 1986 ترأس الحبيب المالكي، القيادي في حزب القوات الشعبية، المجلس الوطني للشباب والمستقبل، وسبق لإدريس البصري قبل سنوات من ذلك أن قدم القيادي الاتحادي لصحفي فرنسي على أنه شاب من اليسار له مستقبل مع الدولة، لكن ضمن مستقبله ودمر مستقبل الشباب. الحبيب المالكي قدم مشروعا للملك على أنه قادر على تشغيل 180 ألف شاب سنويا، وقد قدم الملك الراحل الحسن الثاني المشروع المذكور في خطاب غشت بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب، لكن تبين أن المالكي يبيع الوهم في سوق متعطشة للشغل، وأنه لا يستطيع تشغيل حتى واحد على مائة من الرقم المذكور، وقد حاول البصري إيجاد حل لكنه وقع في المصيدة، إذ لم يجد أمامه سوى الجماعات المحلية التي أغرقها بالموظفين، حتى أصبح المكتب الواحد يحيط به عشرات الموظفين حتى لا تميز بين المرتفق الإداري (الزبون) وبين الموظف. اليوم يعود عباس الفاسي لنفس اللعبة مع اقتراب موعد الانتخابات. يقول اليوم إنه يتعهد بتشغيل 170 ألف سنويا، يقول المغاربة ردا على مثل هذه الأقوال "والبارح كنت محني يديك". إذا كان عباس الفاسي لا يبيع الوهم الانتخابي المحرم بعد الدستور الجديد، فلماذا لم يقم بتشغيل مثل هذا العدد وقد قضى 5 سنوات وزيرا أول منها بضعة أشهر رئيسا لحكومة تصريف الأعمال؟ إنه في ذمة عباس الفاسي تشغيل 850 ألف، هم العدد المفروض تشغيله في خمس سنوات. وكان عباس الفاسي منذ 1998 شريكا قويا في الحكومة. فهل شغل هذا العدد؟ طبعا لا لكنه تسبب في كارثة اجتماعية اسمها فضيحة النجاة. ويا للأسف إنه لم تتم محاكمة عباس الفاسي ولو تم ذلك ل " زم فمو ". نقول لعباس الفاسي احترم نفسك وقدم البرنامج القابل للتنفيذ، واحترم تعاقدك مع الناخبين ولا تتحول إلى بائع متجول للوهم.